اتحاد طنجة في وضع صعب .. لكن
الصادق بنعلال
برسم ذهاب الدور الأول لكأس أبطال إفريقيا، انهزم الاتحاد الرياضي لطنجة أمام شبيبة الساورة الجزائري بهدفين نظيفين، في انتظار لقاء الإياب بملعب ابن بطوطة يوم الأحد 23 من هذا الشهر. إلى هنا لا يشكل هذا الإخفاق حدثا يقصي فارس البوغاز من المنافسة الإفريقية ، لقد علمتنا كرة القدم ، و في مناسبات وطنية و دولية عديدة، أن النوادي المنهزمة في مرحلة الذهاب، يمكن أن تستدرك أخطاءها و تعود من بعيد لتجسيدريمونطادا تعيد الاعتبار لمكانة الفريق و أنصاره .. لكن هل يمكن أن ننتظر انتفاضة اتحادية، و تسجيل ثلاثة أهداف في اللقاء المقبل، لضمان بطاقة التأهل لدور المجموعات ؟ هل باستطاعة فارس البوغاز أن يقلب الطاولة على الفريق الخصم و يدافع عن صورته الاعتبارية ؟
علينا أن نعترف أن شبيبة الساورة قدم أداء كرويا جيدا، و سيطر على مجريات المقابلة، و تمكن من الظفر بالفوز عن جدارة و استحقاق، و كان من الممكن أن يلحق هزيمة مدوية بالاتحاد ، الذي قدم أسوأ مقابلة هذه السنة، فكيف يمكن أن يصمد اللاعبون وهم متمترسون في الدفاع، يتلقون الهجومات المتتالية و على كل الجبهات ؟ معلوم أن ” الخطة ” التي ينهجها المدرب السيد العجلاني دفاعية بامتياز، و لعله كان و بهذه ” الاستراتيجية ” يسعى إلى العودة بالتعادل، ليصنع ” الفارق ” في الحوار القادم ، فلا هو تعادل و لا هو لعب بجرأة و ذكاء، مما صعب المهمة على أصدقاء أسامة الغريب .
لكن ما العمل من أجل تجاوز هذه الكبوة غير الهينة ؟ أولا على السيد المدرب عبد السلام العجلاني أن يدرك أن لعبة كرة القدم تقوم على محددات جوهرية، أقلها خلق التوازن الفعال بين الخطوط الثلاثة؛ الدفاع و الوسط و الهجوم، و العمل على إيجاد حلول و خلق فرص للتسجيل ، أما اللاعبون فمطالبون أكثر من أي وقت مضى بإثبات أحقيتهم في الانتماء لنادي الاتحاد، و بذل مجهوداتهم لمحو الآثار السلبية التي لحقتبعشرات الآلاف من الأنصار داخل و خارج الوطن. و من المرتقب أن تلتحق أعداد كبيرة من الجماهير المؤازرة و المساندة بمركب ابن بطوطة في لقاء العودة، و لن تبخل بتشجيعها البطولي المألوف. و في جميع الأحوال قد يقتنص فارس البوغاز بطاقة التأهل لدور المجموعات، و قد لا يتمكن من ذلك و الأساسي هو مراجعة المكتب المسير للفريق حساباته غير المحكمة، و قراراته غير المدروسة، و أن يخصص حيزا من وقته، ليتعلم أبجديات التسيير الرياضي، بطريقة علمية و عقلانية، بعيدا عن المسلكيات العشوائية غير المجدية.