مغاربيو أوروبا يسائلون الرئيس الجزائري الجديد

لا أدري هل يعلم الرئيس الجزائري المنتخب حجم معاناة الأسر المغربية الجزائرية والدماء المغربية التي سالت من أجل تحرير الجزائر، وأظنه يعلم الدعم الكبير الذي قدمه المرحومان محمد الخامس والحسن الثاني ،لقيادة جبهة التحرير التي كانت تتدرب في الثكنات وجبال بني يسناسن؟ لماذا تريد تعميق الجراح، وتقطع الصلة بين مئات العائلات في المدن الحدودية التي تجمعهم مصاهرة وروابط الدين والدم؟ .
أكيد أنك تعلم الفرحة العارمة التي شعر بها الشعب المغربي بعد فوز الفريق الجزائري بكأس إفريقيا للأمم، لماذا تدفعنا للنبش في الماضي و في الأخطاء القاتلة التي ارتكبها الرئيس الجزائري الراحل الهواري بومدين في طرده لـ350 ألف مواطن مغربي والكثير منهم متزوج بمواطنات جزائريات ،لن ينسى هؤلاء الأيام السوداء عندما كنتم تجمعوهم في حافلات وترموهم على الحدود، في مركز العقيد لطفي”جوج بغال” ، من الذي يجب عليه أن يعتذر للآخر؟ هل الذي قام بتهجير 350 ألف عاشوا سنوات طويلة ومات آباؤهم في الثورة الجزائرية؟ أتدركون حجم الجريمة التي ارتكبتموها في حق عائلات فصلتم الرجل عن الزوجة وعمقتم الجراح؟ ، هل تفكرون في حجم المعاناة التي ارتكبتموها، نتكلم لأننا لدينا، أهل وأقارب في الجانب الآخر من الحدود لم نستطع زيارتهم منذ سنين طويلة، ومشتاقين لرؤيتهم وصلة الرحم معهم.
لماذا تقتلون الأمل فينا في طي صفحة الأحقاد، وإحياء أواصر المحبة، وتمتين العلاقات عوض ربط عودة العلاقات وبناء المغرب العربي باعتذار المغرب لفرضه التأشيرة بعد أحداث فندق إسني بمراكش.
من الذي يجب عليه أن يعتذر للآخر أليس الذي طرد 350 ألف مغربي من الجزائر في ظروف صعبة جدا ، وكان ذلك في سنة1975 وصادرتم ممتلكاتهم وفصلتم العديد من الأزواج عن بعضهم البعض.؟ من يعتذر للآخر أليس الذي مازال يؤجج الصراع في المنطقة ويؤلب الإنفصاليين ضد المغرب؟ من الذي يجب أن يعيد النظر في سياسته وفي علاقته مع الجيران باسم الدين والدم الذي يجمعنا؟ ومن الذي يجب عليه أن يفكر قبل أن يقرر في التحديات الإقتصادية الكبرى التي نواجهها جميعا؟ .
تصريحاتك سيادة الرئيس لاتخدم العلاقات التي تجمع الشعبين ، فبهذه التصريحات تنهون أمل وحدة المغرب العربي وتقودون المنطقة لانزلاقات خطيرة بسبب السباق المحموم للتسلح ، لانريد العودة لجراح الماضي فكروا في الأجيال القادمة فإن مايجمعنا أكثر مما يفرقنا.