مكتب اتحاد طنجة..الاستقالة أولا .. و أخيرا !

* الصادق بنعلال
1 – ينتظر عشاق نادي الاتحاد الرياضي لطنجة فرع كرة القدم على أحر من الجمر ، عقد الجمع العام يوم 3 من يوليوز القادم ، و ذلك من أجل النظر في راهن و مستقبل فارس البوغاز بعد سنة بيضاء خالية من أي علامة إيجابية ، أو إنجاز فني بسيط يليق بسمعة المدينة و جماهيرها الاستثنائية ، و يفترض أن يمر هذا الجمع في نفس الأجواء ، التي تمر فيها باقي الجموع العامة للأندية الوطنية ” المحترفة ” ، الكولسة و التوافقات القبلية و اللقاءات السرية لفرض ما يمكن فرضه على الجماهير المطالبة بالتغيير الجذري . فما من شك في أن المكتب المسير لهذا الفريق الممثل لأهم مدينة مغربية ، أبان عن ضعف منقطع النظير في ميدان التدبير الإداري لحيثيات الفعل الرياضي بشكل عام ، و لعل الإقالة المزاجية للأطر التقنية و التسريح غير المسؤول لخيرة اللاعبين ، و انتداب آخرين أقل خبرة و جدوى .. من تجليات التسيير الهاوي الموغل في التخبط .
2 – إن نادياً كرويا متواضعا بَلْهَ فريقا ننتظر أن يكون مرجعيا مثل الاتحاد الرياضي لطنجة ، يحتاج إلى إدارة حديثة تستند إلى ثقافة قانونية راجحة و تعاطي إداري بالغ الحرفية ، وكفاءة البحث عن المصادر المالية من مستشهرين و ممولين مختلفين ، بقدر حاجته إلى بلورة مشروع مكتمل البناء يستهدف المدى القريب و المتوسط و البعيد ، نتائجه لن تتحقق إلا عبر اجتهاد علمي دقيق ، و مسلك تدبيري مستقر ، ينزع نحو اتخاذ القرارات الموفقة. و غني عن الإشارة إلى أن فارس البوغاز محظوظ مقارنة بالفرق الوطنية الأخرى من حيث البنية التحتية ، فملعبه الكبير ابن بطوطة و ملحقاته تخول له أن يلعب أدوارا طلائعية كل سنة ، أما المواهب الصاعدة في المدينة و محيطها الشاسع فلا تنتظر سوى الرعاية و التأطير المناسبين ، دون الحديث عن الجمهور النوعي ، إذ أن الجماهير الطنجوية هي الوحيدة وطنيا القادرة على ملء المركب الكبير عن آخره و في مختلف المقابلات ، و إضفاء عليه ملامح الفرجة الرياضية العالمية ، بغض النظر عن النتائج ، لأنها جماهير تطالب فقط بالاستمتاع بالعروض الفنية الرفيعة ، التي تكون مهادا للألقاب و الانتصارات المقبلة ..
3 – و من أجل تلبية تطلعات مساندين استثنائيين لا بد مما ليس منه بد ، تشكيلة مقنعة تضم لاعبين نجباء في مقتبل العمر ، قادرين على أن يلعبوا أكثر من تسعين دقيقة بنفس الإيقاع و الحيوية ، و يدافعون بقتالية عن ألوان المدينة ، و الاستغناء عن أي لاعب “أجنبي” لا يقدم إضافة فعلية للمجموعة أما المدرب فرغم أهميته القصوى في حياة النوادي الرياضية ، فإنه لا يمكن أن يحدث أي تغيير إيجابي في غياب لاعبين محوريين ! و في جميع الأحوال يتمنى صاحب هذه السطور أن يقدم أعضاء المكتب استقالة جماعية في هذا الجمع العام ، و إن كان شبه متيقن أن الاستقالة ليست ممارسة وطنية مألوفة ، جراء الأداء الباهت و الإصرار على تغييب عنصر التواصل مع الجماهير و اتخاذ القرارات غير السليمة في الغالب .. من أجل تشكيل مكتب تسييري آخر يؤمن بقيم الديمقراطية و الانفتاح و التواصل الإيجابي مع كل مكونات النادي , و أخص بالذكر الصحافة الجهوية التي في الغالب ما تكون آخر من يطلع على القرارات المستفزة!