ألسنا في حاجة إلى حكومة ائتلاف وطنية؟
السفير 24 | الدنمارك: ذ. البشير حيمري
أعتقد أننا في حاجة إلى حكومة ائتلاف وطنية، لمواجهة الإكراهات التي نعيشها على وجهات متعددة، قضية الصحراء المغربية والضغوط الأمريكية، بعد وصول جون بولطون كمستشار للرئيس الأمريكي ترامب، ومقترحاته التي أطلقها دون مراعاة العلاقات التي تربط البلدين، ثم صعوبة تحقيق الإصلاحات التي طالب بها جلالة الملك رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، وغياب الحوار الإجتماعي مع النقابات، وانسداد الأفق، واستمرار حركة الإحتجاج، ثم مرحلة مناقشة القانون المالي لسنة 2019، وغياب الإنسجام داخل الحكومة بسبب قضية حامي الدين وماء العينين ،وخروج مسؤولين في حزب العدالة والتنمية بتدوينات في الصفحات الإجتماعية، تعتبر تدخلا سافرا في استقلالية القضاء.
في ضل مايجري ومع التطورات التي تعرفها الساحة العالمية والعربية وانعكاستها على الواقع المغربي، أصبحنا في حاجة لحكومة إنقاذ وطنية تعكس تلاحم النخبة السياسية مع الشعب المغربي والجالس على العرش.
مغاربة العالم الذين مازالوا يعيشون على أمل إشراكهم في تدبير الشأن العام من خلال تفعيل كل الفصول التي وردت في الدستور المغربي، نظرا للدور الكبير الذي يمكنهم لعبه اقتصاديا وسياسيا ودبلوماسيا، مازالوا ينتظرون من الحكومة الحالية التفاتة تعكس حقيقة اهتمامها بهم.
إن الأحداث التي عاشها المغرب سيكون لها تأثير سلبي جدا على القطاع السياحي الذي يعتبر المورد الثاني بعد تحويلات مغاربة العالم ،هذه الوضعية تتطلب بذل مجهود إضافي لتصحيح الصورة التي شوهها العمل الإرهابي، الذي بدأت تبعاته السلبية تظهر للعيان، من خلال القرار الذي اتخذته شركة الخطوط الملكية المغربية لتخفيض رحلاتها للدول الإسكندنافية بسبب الأحداث التي وقعت، ولتصحيح الوضعية، يتطلب استراتيجية سياحية جديدة وحضور في المعارض السياحية الدولية، وإعطاء ضمانات للسياح بأن العمل الإرهابي الذي وقع كان عملا عارضيا، لم يعرفه المغرب منذ سنوات.
إذا الظروف الصعبة التي تمر بها بلادنا تتطلب حكومة ائتلاف وطنية، والمغرب ليس في مصلحته مطلقا استمرار هذا الصراع الحزبي.