أقلام حرةفي الواجهة

من يحرك الشارع هم أولئك الذين يرفعون شعار الأحزاب عبارة عن دكاكين سياسية

le patrice

السفير 24 / الدنمارك: ذ. حيمري البشير

هل يمكن أن نعتبر مايجري في الساحة المغربية من حركات احتجاجية انتقال ديمقراطي وحرية تعبير وتفعيل حقيقي لمضامين الدستور المغربي ؟ هل القرارات التي تتخذها الحكومة هي قرارات لاشعبية ،كان من المفروض أن يكون حولها نقاش سياسي على مستوى الأحزاب السياسية ؟ هل الأحزاب السياسية في الأغلبية الحكومية أو المعارضة فتحت نقاشا داخلي لمعرفة وجهة نظر مناضليها؟ ألا يمكن اعتبار الشعار الذي رفعه البعض، بأن الأحزاب السياسية أصبحت دكاكين تفتح مقراتها فقط عند الإنتخابات، وتتسابق لترشيح الأعيان أصحاب الشكارة للفوز بأكبر عدد من المقاعد؟ وبذلك يغيب التنافس الشريف المبني على البرامج السياسية التي تخدم مستقبل البلاد.

إذا تمعنا في حركة الإحتجاج الطلابية اليوم ومقارنتها بحركة الإحتجاج الطلابية في الستينات والسبعينات والتي أطرتها الأحزاب الديمقراطية آنذاك فسنجد الفرق. مانعيشه اليوم هو حصيلة رديئة للسياسة التعليمية والتي أصبحت مع كامل الأسف تنتج ليس جيلا مثقفا واعيا بل جيلا من الضباع كما قال سي محمد كسوس رحمه الله.

في الحقيقة الذي يحرك الشارع ضد قرار عادي لا يتطلب انتفاضة من هذا الحجم ،التشبث بالتوقيت الصيفي ،ليس قرار مصيري يعادل سياسات اقتصادية مؤثرة على جيب المواطن المغربي. الذين يحركون الشارع يريدون تحقيق أهداف أعمق من ذلك ،إنهم فعلا يشعلون فتنة كبرى لا حاجة لنا بها. إنهم يساهمون في تمييع العمل السياسي، وضرب المشروع الديمقراطي ،ودفع المواطن ليفقد ثقته بالأحزاب السياسية.

وفي اعتقادي على الجميع أن يتحمل مسؤوليته حكومة وأحزابا سياسية وأسر ورجال التعليم ورجال الدين في المساجد ورجال الإعلام كل له دور في التربية والتوجيه .نحن بحاجة لبرامج توجيهية في القنوات التلفزيونية المغربية ،بل هي بحاجة لتغيير جدري، من خلال إعطاء الصحفيين والإعلاميين حرية أكثر للإبداع والخلق ،وإذا لم يكن هناك نقاش واقعي في المؤسسات الرسمية للدولة لن يكون هناك وعي وتحول سياسي، للمغاربة.

نحن بحاجة لإصلاحات عميقة مع الحفاظ على المكتسبات الإيجابية. نحن بحاجة إلى نقاش مفتوح واقعي ولسنا بحاجة لفوضى عارمة .على كل واحد أن يتحمل مسؤوليته لوأد الفتنة ولتربية وتوجيه الجيل الذي فقد البوصلة وتاه بين الصفحات الإجتماعية في نشر الدعارة وكل مايسيئ للقيم.

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى