أقلام حرة

عودة للحديث عن أبعاد حظر النقاب في الدنمارك

le patrice

السفير 24 / الدنمارك: حيمري البشير

لن يتوقف الجدل في المجتمع الدنماركي بصدور حظر النقاب، وهذا ماكانت تسعى إليه أحزاب اليمين وبالخصوص حزب الشعب الدنماركي الذي تقدم بمشروع القرار. لاسيما ونحن مقبلون على انتخابات برلمانية والتي لا يفصلنا عنها سوى سنة.

حزب الشعب الدنماركي الذي يملك 34 مقعدا في البرلمان الدنماركي والمساند للحكومة المشكلة من ثلاثة أحزاب، يريد مرة أخرى استفزاز المسلمين بطرح مشروع حظر النقاب المصادق عليه اليوم. والهدف واضح هو تأجيج للصراع الموجود أصلا في المجتمع الدنماركي بين شريحة متشددة وسط الأقليات المسلمة وباقي أفراد المجتمع، ليس بالتشبث بظاهرة النقاب نستطيع الدفاع عن حقوقنا في الدنمارك. حماية مصالحنا في المجتمع يكون من خلال المشاركة المكثفة في كل استحقاق انتخابي كناخبين ومنتخبين وليس من خلال مقاطعة المسلسل الديمقراطي ومقاطعة الإنتخابات.

إن المصادقة على قرار منع النقاب في البرلمان الدنماكي ديمقراطي ،وليس من مصلحة المتشددين عدم الإنضباط واحترام القانون الصادر ،بل يجب الإلتزام بالقرار الصادر المصادق عليه ٬من طرف 75 نائبا ضد30 نائبا وامتناع 74 عن التصويت.

الدنمارك لن تكون الدولة الأولى التي منعت النقاب بل سبقتها فرنسا والنرويج .ماأثار انتباهي في ردود الفعل التي صدرت وبالخصوص من السياسيين هو إجماع على احترام حرية المقتعد في مجتمع مسيحي ،ولم يناقش أحد حفاظ المسلمة على حجابها.

ماحصل هذا اليوم يجب أن يكون درسا للمسلمين للتفكير بجدية حول الأهداف الحقيقية التي جعلت حزب الشعب الدنماركي يفاجؤنا كل مرة بإثارة النقاش بمواضيع لها ارتباط بالإسلام والمسلمين في الدنمارك ،مرة منع اللحم الحلال في المدارس وهم يعلمون أن 80 من الأطفال المسلمين يتابعون تعليمهم في المدارس العمومية ،ممايعني أن طرح مشروع منع اللحم الحلال سيثير جدلا كبيرا في المجتمع، ومرة تقديم مشروع قانون بمنع الختان ومرة أخرى بمنع الذبح الحلال ،وكل مرة تستطيع الجالية اليهودية القليلة العدد حوالي 5000 مواطن مقابل أكثر من300 ألف مسلم ولكنّهم ليسوا مؤثرين في القرار السياسي.

إذا عندما تتعلق القضية المطروحة لها علاقة بالقيم المشتركة بين المسلمين واليهود. فتأثيرنا كمسلمين محدود في المجتمع الدنماركي في الوقت يكون لليهود دور حاسم في المحافظة على التوابث المشتركة بين الديانة اليهودية والإسلام .الفرق بيننا وبينهم هو أنهم متواجدون على مستوى الحكومة والبرلمان والإعلام ونحن غائبون ،والفرق كذلك أنهم مندمجون وفي نفس الوقت متمسكون بثقافتهم ،في الوقت الذي لم نستطع نحن رغم سنوات في الإندماج واحترام التعدد الثقافي الذي يتميز به المجتمع الدنماركي ،إذا ماحصل اليوم درس لنا جميعا كمسلمين لنستعمل ذكاءنا بالتخلي عن الإستمرار في هذا الجدل عن النقاب لأنها ظاهرة غي موجودة في العديد من البلدان العربية على سبيل المثال لا الحصر دول شمال إفريقيا.

علينا أن نقطع الطريق على الأحزاب التي تريد الركوب على حظر النقاب لأن الحكومة أكدت مشروعية الحجاب .وعلينا أن ننخرط في الحياة السياسية لأنها هي السبيل للدفاع عن القانون والشرعية من خلال المؤسسات المنتخبة.

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى