في الواجهةكتاب السفير

الإسلام ليس في أزمة وإنما المسلمون

isjc

السفير 24 / الدنمارك: ذ. البشير حيمري

مايجري في فرنسا مبهم وغير واضح لماذا قتل رجال الأمن مرتكب الجريمة الأخيرة ،والحمد لله أنه هذه المرة ليس من شمال إفريقيا بل شيشاني ؟ وقبله قتل رجال الأمن الإرهابي الذي قتل أبرياء في مدينة نيس قبل الوصول للحقيقة الكاملة، ثم تمت تصفية الأخوان الجزائريان اللذان كان وراء الهجوم على شارل إبدو وبعدها الإرهابي الذي هاجم مدرسة يهودية في تولوز؟

أمر محير ألم يكن من الأجدر إلقاء القبض على الجميع ،وتقديمهم للمحاكمة لكي يعرف العالم العديد من الحقائق ورفع كل لبس . ألا يكون من وراء كل الإرهابيين دول مارقة ومخابرات أجنبية ؟ ثم هل من تفسير لموقف دولة خليجية من تصريحات ماكرون الذي اتهم الإسلام كدين بأنه في أزمة، والحقيقة أن حكاما عرب خليجيون هم الذين يعيشون أزمة هوية. ولم تكن لهم علاقة بالإسلام وقيمه المثلى .لماذا ساندت الإمارات هجوم الرئيس الفرنسي على الإسلام .وهي بذلك تخدم أجندته السياسية للعودة لسدة الحكم في الإنتخابات المقبلة.

لماذا تستمر الإمارات في تجنيد عملائها في فرنسا وفي أكثر من بلد أوروبي بما فيها الدول الإسكندنافية والتي تأكدت عودتها من خلال خرجات إعلامية باهتة، تحاول من خلالها تمويه المتتبعين وجرهم لقضايا أخرى ،وهم بذلك يميعون العمل السياسي ولايقدمون ولا يؤخرون، لأنهم بعيدون كل البعد على خدمة القضايا الوطنية وهم لايفقهون في العمل السياسي. بل بارعون في حبك المؤامرات وجمع المال، وخدمة أجندة الإمارات التي تحاول أن يكون لها حضور، وتأثير في أكثر من بلد ،من خلال السيطرة على المساجد، وهي التي زرعت عملاء ينقلون لها تقارير يومية من المساجد ومرتاديها ومايجري فيها ولانستبعد أن تدعم أحزاب اليمين في الدول الإسكندنافية كما دعمت حزب اليمين المتطرف في فرنسا في الإنتخابات البرلمانية الأوروبية بثمانية ملايين يورو.

في الحقيقة أن الذين يعيشون أزمة هوية هم بعض الحكام المسلمين وعلى رأسهم حكام الإمارات ،لأنهم يسابقون الزمن لخلق الفتن في أكثر من بلد، ويتدخلون في دعم الحكام في الغرب وإنفاق المال من أجل التضييق على المسلمين الذين هربوا من قمعهم.

كان الرئيس الفرنسي يمني النفس بالعودة بقوة للساحة باستقباله للفرنسية المختطفة في مالي ليعزز تصريحاته السابقة عن أزمة الإسلام في العالم، لكنها وجهت له صفعة غير منتظرة عندما أعلنت أنها اعتنقت الإسلام في فترة اعتقالها وأنها غيرت إسمها بمريم وأنها ستعود من جديد للعيش في مالي، مما دفع ماكرون الى الإنسحاب من الندوة الصحفية، وأصبح في موقف حرج ولم تكن سوى مسرحية الشيشاني منقذا له ليتشبث بالأمل، ويعود من جديد ليندد بالإسلام والمسلمين ويشدد الخناق على مسلمي فرنسا، ويبعث وزير داخليته لزيارة المغرب لامتصاص غضب المغاربة، الذين ينسقون معه ،أمنيا وروحيا، ولكي يعطي ضمانات للجهات المتعددة التي التقى بها على مستوى التنسيق الأمنى ،وتدبير الشأن الديني بأن لاشيئ تغير.

إذا أسئلة كثيرة تبقى بدون إجابة ويستمر ماكرون في الإساءة للإسلام ولكل المسلمين الذين حرروا فرنسا من النازية، وإلى الإستقرار في فرنسا.

مجرد وجهة نظر ،لم ينته الكلام…

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى