رسالة إلى السيد عبد الحميد أبرشان !

الصادق بنعلال
تحية طنجوية حافلة بالمودة و الأخوة الصادقة
و بعد،
أدرك شخصيا أن تقديم الاستقالة الطوعية من منصب سياسي أو رياضي.. ليس عنصرا بنيويا في الثقافة المجتمعية المغربية، مع ذلك قررت أن أوجه كلامي مباشرة إليكم السيد رئيس مكتب الاتحاد الرياضي لطنجة، لأخبرك أن لحظة الحقيقة اقتربت أكثر من أي وقت مضى، و توقيت الانسحاب بهدوء من مهمة ” التسيير و التدبير” حان موعده، رغم اعترافي بالمجهودات الكبيرة و البناءة التي منحتموها للنادي على حساب صحتكم و متطلبات حاجياتكم العائلية و الشخصية. لكن قطاركم السريع حاد عن سكته، و هو الآن يطوي المسافات دون بوصلة نحو مصير غير مجهول .. يكفي أنكم حققتم إنجازا باهرا ، تجلى في تكسير حلم كل أبناء المدينة و جماهيرها الغفيرة ، في الحفاظ على قوة فارس البوغاز، بعد ظفره بدرع البطولة لأول مرة في تاريخه، بقيادة المدرب المحلي المجتهد إدريس المرابط، الذي كنتم تنادونه ” بالشريف “، هل تتذكرون ؟ و حطمتم قدرته على منافسة الأندية الوطنية و الإفريقية المرجعية كما كنا نمني النفس.
كفاكم فخرا بإخلاء مركب ابن بطوطة الكبير من الآلاف المؤلفة من المساندين الاستثنائيين المتألقين وطنيا و دوليا، كفاكم ” بهجة ” و أنتم تجوفون النادي الأزرق من لاعبيه الأساسيين المتميزين، و ” تنتدبون ” آخرين دون أي نظرة رياضية استراتيجية، كفاكم سعادة و أنتم تحطمون رقما رياضيا مغربيا في إقالة ستة مدربين في ثلاثة أعوام دون تردد أو اعتبار، فلتجرب السيد الرئيس و لو مرة واحدة في حياتك أن ” تزيح ” نفسك مثلما أزحت جيشا من الفاعلين الكرويين و كان الحصاد مرا، لتكن استقالتك درسا لباقي ” الأطر التسييرية ” الأخرى، التي تغامر بمصير نوادي رياضية و تصعد بها إلى الهاوية.
صاحب هذه السطور السيد الرئيس؛ يكن لكم كل الاحترام و التقدير، و تربطه بكم علاقة واحدة : الانتماء لمدينة طنجة الخالدة، يدعو لها بالخير و التقدم و النماء، رغم أنه مقيم خارجها سنين عددا !
مع أجمل التهاني و أطيب الأماني، بمناسبة السنة الميلادية الجديدة !