أقلام حرة

الغطرسة والجحود

le patrice

 

لازالت جمعية أسر وعائلات الشهداء والأسرى والمفقودين خلال حرب الصحراء المغربية يناضلون ضد جحود مؤسسات الدولة عموما، وإدارة الدفاع الوطني خصوصا، ويهتفون بمعاناتهم في محافل عبر وقفات ومسيرات إحتجاجية أمام الإدارة والبرلمان، مؤكدين مطالبهم في الكرامة أولا وقبل باقي المطالب والحقوق ورفع التهميش والإقصاء عن هذه الفئة التي قدم معيلوها ارواحهم بعد إستنفاذ أعمارهم فداء للوطن.

ليهان أبناءهم بعدهم بعد تجويعهم وتفقيرهم وهضم حقوقهم، فيعود الأسرى ممن رأوا الأهوال لمدة قد بلغت 25 سنة مورس عليهم التعديب طوالها بأبشع الطرق وحتى بإقتلاع الأظافر بالكماشة وألوان أخرى من التنكيل الجسدي والنفسي، جعلت أشخاصهم تخرج عن شخصياتهم ويحدث الاضطراب فما بقوا كما كانوا بعد غياب منذ الشبيبة ليعودوا شيوخا و في أوطانهم وبيوتهم أغراب، ويضحك على ذقونهم بدراهم لن تكفي حتى تكلفة لوصفة طبيب، ولا أداء لصيدلي، أسماء نقشها تاريخ العرفان والجميل بعمق على صخور الزمن لتحاول رياح الغطرسة والجحود محوها بالتمديد عبر الوعود الكاذبة وربح الوقت ريثما تتدخل المنية فتخلص الكادبين من الازعاج، بقرارات أولائك الذين لم يقدموا شيئا للوطن إن لم يكونوا قد ساوموا به، وإستفردوا وتمددوا عبر فعالية دواليب النفاذ والفعالية وينصب الجلادون من العائدين في اعلى المراتب، مسؤولون لا ينظرون إلى أكثر من 30000 شهيد و 2400 أسير و 700 مفقود سوى على أنها مجرد رزمات من الورق، في ملف يحمل رقما لأكدوبة، في أرشيف يملأه غبار النسيان، لمرحلة لا يتذكرها أحد رغم تضحيات رجال ونساء.

فكيف يبنى المستقبل في الفراغ إن لم يكن على ركائز الماضي، وكيف لنا أن ننسى من كان لهم الفضل في الحفاظ على السيادة، وكيف لنا أن نقنع الأجيال الصاعدة أن هنا الوطن، وهنا الميلاد والعيش والموت، وهنا الهوية والوجدان والكينونة …..فأعيدوا للمغاربة وطنهم.

———— لك الله يا وطني ————–

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى