كتاب السفير

إسرائيل التي تسعى لتقويض عملية البحث عن السلام

le patrice

السفير 24 | الدنمارك: ذ. البشير حيمري

خرجت إسرائيل مؤخرا بمذكرة تطالب فيها باسترداد أكثر من 300 مليار كممتلكات اليهود الذين غادروا الدول العربية وإيران واستثنت لبنان والجزائر، وربطت المسألة بالمفاوضات لإيجاد حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

اليهود المغاربة الذين غادروا عن طواعية في 48 و67 ،مع استثناءات كانت في المغرب، بحيث حسب المؤرخين فإنه كانت حملة تهجير قصري شملت اليهود في العديد من المناطق، لكن لازالوا يحتفظون بممتلكاتهم في العديد من المدن المغربية.

المغرب دائما كان حريصا على حمايتهم وحماية ممتلكاتهم، والمغرب يعتبرهم مغاربة والكثير منهم يحمل الهوية المغربية، ومتشبث بها وبالثقافة المغربية، وقد وصل عددهم داخل إسرائيل حوالي 800 ألف يهودي مغربي، وقد يلمس أي باحث في التراث اليهودي تشبث هؤلاء بالثقافة والتراث المغربي بما فيها اللهجة المغربية والأمازيغية، وهي هوية تعتبر رمزا لهويتهم، سواءا في إسرائيل ،أوفي كل مكان تتواجدوا وبالخصوص في الولايات المتحدة وكندا وفرنسا.

المغرب ترك الباب مفتوحا أمام الجالية اليهودية المغربية التي بقيت مرتبطة بهويتها المغربية، وكل ممتلكاتهم بقيت مسجلة بأسمائهم، وغير بعيد قمت ببحث يتعلق ببعض ممتلكات يهود مغاربة بمدينة وجدة فوجدتها لازالت مسجلة بأسماء أصحابها مما يعني أنهم مرحب بهم للعودة لاستغلالها والعيش بها متى شاؤوا ماداموا يحملون هويات مغربية.

وعندما تربط إسرائيل المطالبة بممتلكات اليهود في العالم العربي بحل النزاع بينها وبين الشعب الفلسطيني فإنها في الحقيقة تريد تدويل الصراع أكثر، وتعقيد إيجاد حل.

إن ربط أي تسوية بين إسرائيل وفلسطين باسترجاع ممتلكات اليهود في الوطن العربي واستثناء لبنان والجزائر، يعتبر موقف شاد، ومن حق الشعب الفلسطيني كذلك أن يطالب بتعويض للمشردين في العالم الذين تجاوزوا 8 ملايين ،والذي هجروا من أراضيهم وصودرت ممتلكاتهم.

إن تسوية ممتلكات اليهود الذين سكنوا الوطن العربي لا يجب أن ترتبط بالملف الفلسطيني الإسرائيلي فتواجد اليهود في الوطن العربي كان منذ نشأة دولة الإسلام بالمدينة، وعاشوا بسلام جنبا إلى جنب، وعندما تطالب الدولة اليهودية اليوم باسترجاع الممتلكات اليهودية في الوطن العربي وإيران فإنما تضرب في العمق قيم التسامح وحسن الجوار الذي عاشه المسلم واليهودي منذ مئات السنين وتؤجج أكثر معادات السامية، عوض البحث عن فرص السلام الحقيقي.

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى