كتاب السفير

لماذا تم استهداف السياح الإسكندنافيين؟

le patrice

السفير 24 | الدنمارك: ذ. البشير حيمري

سؤال راودني كثيرا وأردت أن أبحث عن تفسير مقنع لماحدث من خلال نقاش مع أصدقاء عن الجهة التي يمكن أن تستفيذ من الإساءة للعلاقة التي تربط المغرب ودول الشمال الأروبي، المولعون بالسفر، بسبب المناخ البارد السائد لفترة طويلة في السنة، مما يدفعهم لاختيار المغرب كوجهة سياحية.

الإسكندنافيون بصفة عامة لهم مواقف متشددة اتجاه قضية الصحراء ومتعاطفون مع خصوم الوحدة الترابية، ومن المحتمل أن يكون أعداء الوحدة الترابية متورطون في العملية مادام أن إحدى قريبات أحد المجرمين قد أشارت لرغبة زوجها في السفر لمدينة الداخلة، مادوافعهم تاركين مدينة مراكش، وفرص الشغل في قطاعات عدة، لاسيما أن أعداد السياح في ازدياد مستمر في هذه الفترة، أسئلة متعددة ،تبقى مشروعة، مع الإشارة أن السياح من دول الشمال وصل عددهم 180 ألف في السنة الماضية، وهناك احتمال كبير في تراجع هذا العدد بسبب العملية الإرهابية، لكن لايكون ماحدث ضربة قوية لعنصر الثقة في العلاقة بين الشعب المغربي والشعوب الإسكندنافية، والتغير الملموس في مواقف الشعوب الإسكندنافية اتجاه قضية الصحراء.

لازالت لجان التحقيق في جريمة إمليل لم تكشف حقائق جديدة، والإعتقالات مستمرة. التصريحات التي أدلى بها وزير القطاع أختلف معها لكون أن الصدمة كانت قوية في مجموع الدول الإسكندنافية ،ومما سيؤزم وضع القطاع أكثر ،هو استمرار التغطية الإعلامية والإشارة لحملة الإعتقالات في مدن عديدة، أغلبية المستجوبين حول وجهاتهم السياحية في المستقبل كان جوابهم يحمل التأثير البالغ للحادث المؤلم الذي حدث في إمليل على غالبية الإسكندنافيين لبشاعة الجريمة، وسرعة انتشارها.

إذا المستهدف من الجريمة المرتكبة هو السياحة والإقتصاد المغربي. واستهداف مواطنتين إسكندنافيتين ،ليس عبثا. سؤال يتطلب تعميق البحث في حيثياته .هل العملية تهدف بالدرجة الأولى تأجيج العلاقة بين الشعب المغربي وباقي دول الشمال، لأن عدد السياح من دول الشمال عرف تطورا كبيرا ،وعلاقات المغرب مع هذه الدول عرفت تحسنا و تطورا كبيرا، واستهداف السياح من شمال أروبا له تأثير.

الحدث بدون شك له تبعات حتمية مؤثرة ،وسيكون هناك تراجع، ونظرة المجتمعات الإسكندنافية لدول شمال إفريقيا ستتغير لأنها لا تعرف استقرارا، لن تستفيذ لا تونس ولا مصر من الحدث الذي وقع في المغرب، ولا الجزائر لأنها خارج حسابات الإسكندنافيين منذ زمان، لكن عدم الإستقرار المرتبط بقضية الصحراء ومواقف الدول الإسكندنافية منها ،سيجعل النخب السياسية أكثر حزما وتشددا من المغرب مما يعني أن مواقف الحكومات والأحزاب السياسية في الدول الإسكندنافية ستتغير لامحالة فيما يخص قضية الصحراء وسيستغل الخصوم ترويع الشعوب بفضاعة الجريمة المرتكبة وخطورة المغامرة بالسفر للمغرب، وستميل الكفة أكثر لدعم مواقف الخصوم شعبيا .وأتمني أن أكون مخطئا في توقعاتي، فكل المؤشرات تؤكد ذلك.

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى