الفعل الثقافي و دوره في البناء الحضاري
تونس: علي العربي
لطالما اثبتت الثقافة تالقها و تميزها عبر سيرورتها التاريخية، و التي كانت خير شاهد على تالق الشعوب التي امنت باهمية الثقافة كعنصر بناء وسلوك وممارسة، حيث تنوعت الانماط الثقافية من ادب و مسرح وموسيقى مما ساهم في ارساء شخصية مؤثرة متشبعة بقيم الابتكار و الابداع وفق مناهج و بحوث عميقة اعتمدت الاستقصاء و الاستئناس بالتجارب الفنية الرائدة، لا سيما في الغرب و بلدان المشرق التي استطاعت ان تنحت لنفسها كيانا فنيا متاصلا في جذوره و اعماقه العربية.
ان الفعل الثقافي اليوم هو ضمانتنا الاساسية للرقي الى صفوف البلدان المتطورة التي احترمت مبدعيها و مثقفيها و اعطتهم فرصتهم في البروز بعيدا عن التهميش و الاستنقاص و التغييب عن الساحة الفنية. فالمطروح اليوم هو اعادة صياغة المفاهيم وتفعيل البرامج و المشاريع الثقافية في اطار الشراكة الفعلية التي تفتح المجال واسعا الى كل المبدعين باختلاف ميولاتهم و انماطهم الفكرية، في اطار علاقة تكاملية تشجع المبدعين الجدد وتعترف بالفنانين القدامى، وهو ما سيعزز الثقة و يرسي مجالا لتتعاون في اطار جسور من التواصل و الفعل الايجابي سيمتن الصلة و يجهض الانانية ويبعث عن امل جديد يرتفع بالذات الانسانية ويجعلها قادرة مقتدرة على اشاعة الفرح و الطمانينة و التسامح بين مكونات المجتمع العربي، الذي هو اليوم في امس الحاجة الى ثقافة اجتماعية تثمن المدخرات الحضارية وتسعى الى مقارعة البلدان الغربية.