السفير 24 | الدنمارك: ذ.حيمري البشير
افتتح الأستاذ عبد الله بوصوف الدرس الإفتتاحي في جامعة أبي شعيب الدكالي وكان درسا أكاديميا يليق بالفئة الجالسة أمامه، لا للتسويق الإعلامي.
تحدث الأستاذ عن تدين مغاربة الخارج، وتحاشى الحديث عن أسباب التطرف ومصدره في محاضرته، وهو بذلك يبتعد عن التحليل الواقعي الذي يربط الأسباب بالمسببات. كنت أتمنى أن يدافع عن التدين المغربي بالتمسك بالوسطية والإعتدال والإبتعاد عن الوهابية والتطرف المرتبط بالمشرق وكيف تغلغلت في غالبية الدول الأروبية وبأي طريقة وصلت .فسماسرة الدين كثر وعلاقة الكثير الذي يتطفلون على التدبير الديني، في أروبا بمؤسسات شرقية تغدق عليهم بأموال الخليج.
كانوا سببا في الصورة النمطية للإسلام والمسلمين في الغرب، لماذا فشل المغرب لحد الساعة في تصدير النموذج المغربي في التدين ؟ وهل ظاهرة التصوف التي تتميز بها عدة مناطق في المغرب قابلة لكي تكون النموذج الأمثل لتصحيح الصورة السوداء التي التصقت بالمغاربة في العديد من الدول الأروبية؟ هل بناء مساجد ومؤسسات دينية كان كافيا للقضاء على ظاهرة التطرف والغلو التي أصبحت متفشية وسط الجيل المزداد بأروبا؟ من يتحمل مسؤولية تفشي التطرف والغلو وسط الجيل المزداد في أروبا ؟ ألا تتحمل الوزارة الوصية والتي تربع على عرشها الوزير أحمد التوفيق المتشبع بفكر الزاوية البوتشيشيةوأحد مريدها؟ ألا يمكن أن يتحمل مجلس الجالية جزءا من المسؤولية فيما يقع ؟ كنت دائما أقول بأن الجامعة في حاجة لمفكر مثل الأستاذ عبد آلله بوصوف، يتعمق في نقاشه الأكاديمي مع طلبة اختاروا مسار البحث العلمي، وخطابه يجب أن يكون لهذه الفئة، لكن تمريره لنفس الخطاب لمغاربة العالم إعلاميا، فأعتقد أنه موجه لفئة معينة قليلة وليس للعامة.
إن مغاربة العالم في حاجة إلى سياسة جديدة في التدبير الديني، وهل النموذج الديني المغربي هو الأمثل في الوقت الراهن في ظل تنامي الإسلاموفوبيا والكراهية للإسلام، وسيزداد الوضع سوءا بالتطوارات الحاصلة في الشرق الأوسط ودور الإعلام في تشويه صورة المملكة العربية السعودية ورمزيتها الدينية في العالم الإسلامي من خلال حادث مقتل الصحفي السعودي بتلك الطريقة الوحشية وسياسة الكذب وإخفاء الحقيقة وهذا يسيئ للقيم الإسلامية.



