
السفير 24 / الدنمارك: حيمري البشير
في كلمته المنتظرة بعد سبعة عشر يوما لم يكن الرئيس التركي واقعيا وحازما اتجاه المملكة العربية السعودية. وحرص وبوضوح أن يخفف الضغط على النظام القائم ،ويعطيه مهلة إضافية لتقديم تفاصيل جديدة حول الشخص الذي أمر الكومندو بالإنتقال في طائرتين لتنفيذ الجريمة في السفارة والعودة في نفس اليوم. وطالب كذلك بالكشف عن المتعاون الذي سلمت له الجثة.
إلى هنا يبدو أن الرئس التركي كان رحيما بالنظام السعودي المتورط بالمكشوف أمام العالم، وأن الفريق المكلف بتصفية الصحفي جمال خاشقجي قد تلقى الأوامر من جهات عليا ،الرئيس التركي يعلمها ،ولكن حفاظا على روابط الدين والعقيدة ،والعلاقات بين البلدين لم يسعى للكشف على كل الحقائق بعد زيارة أمير سعودي، وهو بذلك خفف من حدة النزال الذي حدث بين البلدين ،بعد المؤامرة المحبوكة التي خططت لها كل من السعودية والإمارات، والتي سببت هزة اقتصادية عنيفة أثرت على قيمة الليرة التركية.
هل استغل الرئيس التركي مقتل خاشقجي للضغط على المملكة العربية السعودية للخروج من الأزمة الإقتصادية من خلال وعود باستثمارات سعودية في تركيا ،كل الإحتمالات ممكنة .الرئيس التركي في خطابه أمام برلماني حزبه لم يتكلم بنفس الحدة التي تكلم بها إبان الهزة الإقتصادية التي تعرضت لها تركيا ،ولم يكشف كل الحقائق التي وصلت إليها الأجهزة الأمنية ،وحرص في نفس الوقت في كلمته أن يحافظ ،على علاقته مع الولايات المتحدة الأمريكية والتي كانت أجهزتها الإستخباراتية تتوصل بكل تفاصيل التحقيقات.



