كم هي صعبة رحلة العودة
السفير 24 – إسبانيا: حيمري البشير
سوف أتكلم بصراحة وجرأة ،قضيت عطلة قصيرة ، لكنها مفيدة ،لأني اكتشفت فيها الكثير، لحظات سعيدة قضيتها رفقة أصدقاء نكن لهم الإحترام والتقدير الواجب لما يقومون به دفاعا عن الكرامة، ودعما للفئات الهشة في الوطن، وتألمت للعديد من الظواهر التي لاحظتها ومصدرها مغاربة العالم، الذين مع كامل الأسف لا يحترمون قانون السير وفي غياب كلي لرجال الأمن وأتكلم هنا عن مدينة بركان.
وأتساءل لماذا لايحترم المواطن الذي يعيش في المهجر علامات المرور؟ لماذا لا يجسدون الثقافة الديمقراطية المتشبعون بها في دول الإقامة ويكونوا عبرة لمغاربة الداخل؟ لماذا لازال المغادرون لأرض الوطن يقفون صفوفا أمام شباك وحيد وفي حر الشمس؟ لماذا تقف الدولة مكتوفة الأيدي أمام ارتفاع تذاكر العبور وتذاكر الطائرة؟ لماذا لا يتم إشراك مغاربة العالم في تدبير عملية العبور؟ إلى متى يبقى مغاربة العالم يعيشون نفس المعاناة عندما يحل الصيف؟
عندما تغادر الوطن الذي أنجبك تحس فعلا بقيمته ويزداد حبك له، وارتباطك به رغم كل المعاناة وكل المشاكل، وارتباطنا بالوطن واهتمامنا بالتغيير هي معركة مصير.
سأغادر بلدى لكني سأعود، وسأتطلع دائما لكي يرقي المجتمع المغربي في ثقافته وفي سلوكه اليومي إلى الأفضل.لأن المغرب زاخر بضمائر حية تشتغل ليل نهار من أجل محاربة الفساد ،هناك في كل مكان في المغرب العميق الذي وصلته هذه المرة والتقيت برجال يمتازون عنا بأخلاقهم وبكرمهم ورؤيتهم المتفائلة للمستقبل، يتطلعون دائما لتحسين أوضاعهم ولتقسيم الثروات بعدالة، ويؤمنون بوحدة المصير وإمكانية التغيير .
قلت لهم أنتم ضميرنا ،سنكون أكبر سند لكم في نضالكم لتحقيق مغرب نحلم به جميعا. مغرب يحاسب فيه المسؤول الذى لا يقوم بالواجب .مغرب تسوده الديمقراطية والعدالة الإجتماعية .مغرب يسترجع فيه المواطن قيم الرفاهية والتضامن ،مغرب يندثر فيه الظلم ويكرس فيه حقيقة مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة.
لا أخفي سعادتي كم كانت كبيرة بإطلاق سراح شباب الحراك وبعودتهم للمدينة التي أنجبتهم عادت الفرحة والأمل في المستقبل ومن حقهم أنهم يتطلعون لإطلاق باقي المعتقلين وطي صفحة أساءت لصورة المغرب ولتاريخ المغرب وجعلتنا نخشي على مستقبل بلادنا.
هل بإمكان الحكومة المغربية تفادي مشاكل العبور التي تتكرر كل سنة؟
لا أخفي تدمري من عملية العبور ذهابا وإيابا ،مشاكل تتكرر كل سنة غلاء في تذاكر السفر على متن شركة الخطوط الملكية، بحيث بلغت أثمنتها أثمنة قياسية ،وينضاف لذلك تأخير في مواعيد الإقلاع وعدم التزام الشركة بالمسؤولية مما يعرضها للمتابعة القضائية .الحكومة لحد الساعة لم تفعل اتفاقية أبرمتها مع الشركة لتمتيع المتقاعدين والأسر الكبيرة من تخفيضات ،مؤسسة البنك الشعبي وقعت اتفاقية مع الشركة لكنها بقيت في الرفوف دون تفعيل.
مشاكل العبور بواسطة البواخر عرفت كل صور الإبتزاز وعرفت تذاكر السفر غلاءا فاحشا .غير مقبول في غياب متابعة للحكومة لمعالجة الظاهرة ،وينضاف لمشكل الغلاء سلوك الشرط والعاملين بهذه البواخر الذين يقومون بسلوكات وممارسات غير مقبولة اتجاه مواطنين أروبيين قبل أن يكونوا مغاربة.
يجب على الحكومة المغربية أن تتفاعل مع مايكتب على مستوى الصحف والمواقع ،وتعالج كل المشاكل في المستقبل من خلال إشراك مغاربة العالم في تدبير عملية العبور ،وتفعيل الإتفاقيات المبرمة مع شركة الخطوط الملكية المغربية، ومن دون الإنصات لنبض الشارع والجالية جزئ من هذا الشارع سنعيش كل سنة نفس المعاناة.
وأخيرا أوجه نداءا للمسؤولين في الوزارة والمؤسسات المكلفة بالعبور، بتشديد الرقابة على الشركات التي تم الترخيص لها بنقل المسافرين المغاربة، بحماية حقوق المغاربة الذين يتعرضون لأبشع صور الإهانة على متن هذه البواخر .وأرجوكم تلتقطوا هذه الرسالة بجد لأني وقفت شخصيا على بعض الصور التي لا يمكن قبولها.