في الواجهةكلمة السفير

التعليم والصحة بالمغرب إلى الهاوية..!!

le patrice

السفير 24 – مدير النشر: حسن راقي

أصبح حال التعليم في المغرب لا يختلف كثيرا عن حال المستشفيات العمومية.. من حيث الإهمال والفوضى الإدارية وتدهور المستوى ونقص الإمكانيات وغياب الانضباط وربط المسؤولية والمحاسبة.

وبعد تقرير ” اليونسكو” الأخير الذي قال بأن التعليم العمومي في المغرب أصبح أداة لتكريس الفوارق الاجتماعية، بما يعني أنها لم تعد مدارس.. ولم يعد بها طلاب ولا مدرسين.. ولا تعليم.

كلنا نعلم ذلك وفي بيت كل واحد منا أبناء لا يذهبون الى مدارسهم طوال السنة.. وينتظمون في الدروس الخصوصية في كل المواد.. ورغم ذلك لا ينجحون.. ولا يتفوقون.. ونعلم أيضا أنهم إذا ذهبوا الى مدارسهم فهم لا يدخلون فصولهم الدراسية.. وإذا دخلوا لا يجدون مدرسَّا.. لأن أساتذة المؤسسات العمومية منشغلون في إعطاء الدروس الخاصة في المؤسسات الخصوصية .. والمؤسسات بدورها لا تملك من أمرها رشدا.. ولا تقوى على محاسبة أحد.. ولا تجرؤ على إجبار الطلبة أو المدرسين على الحضور.. في ظل نظام إداري فاشل وأعوج.. ونظام تعليمي ضعيف.. يدور خارج سياق الزمن.. وفشل في علاجه كل الأطباء وكل الخبراء والمتخصصين الذين حولوه الى حقل تجارب.. معظمها للأسف فاشلة.. لتكون الحصيلة هي ما عبرت عنه منظمة “اليونيسكو” بمنتهى الدقة والجرأة.. في قولها:” إن التعليم العمومي في المغرب أصبح أداة لتكريس الفوارق الاجتماعية».

كما نعلم أن المستشفيات العمومية والمراكز الصحية.. وخصوصا في القرى المنسية.. هي أيضا أشبه بتقرير “اليونيسكو”.. وتغيب عن معظمها أبسط الحاجيات الضرورية اللازمة لخدمة المرضى وتقديم الرعاية الصحية.. لا أطباء أكفاء.. لا أدوية.. لا أجهزة ولا معدات.. لا تمريض.. لا نظافة.. لا مكان لمريض يليق بآدميته.. معظمنا زار هذه المستشفيات.. وتعامل معها بـ «المعرفة» و «الرشوة».. وبالشجار والابتزاز أيضا.. ومعظمنا أُجبِر على شراء الأدوية والمستلزمات من الصيدليات.. “حتى الفاصما والدوا لحمر شريناهم من الفرماصيانات”.. لأن ما يوجد بالسبيطارات ليس مخصصا للمرضى المعوزين ولكن مخصص لصحاب باك صاحبي ودهن السير يسير.. وكم من مرضى ماتو بسبب الإهمال واللا مبالاة.. لأنهم لا يملكون القدرة على اللجوء الى البديل.. وهو المصحات الخاصة.. وما أدراك ما المصحات الخاصة ؟.. نار الله الموقدة !!.

هذه حقيقة يجب أن نعترف بها.. لكي نواجهها.. وبغير ذلك نكون كمن يدفن وجهه في “الغيس” حتى لا يرى الحقيقة.. فإدراك الشئ على ما هو عليه هو عين العلم.. والتشخيص السليم للمرض هو أساس أي علاج.. ولا نقول ذلك هجوما أو انتقادا أو ترهيبا أو تخوينا لأحد.. ولا انتقاصا لقدر أحد أو افتراءا عليه أو انكارا لجهوده.

ولذلك استغربنا من جولات وزير الصحة الدكالي المحتشمة.. لأننا اعتبرناه اهتماما بمسألة شكلية بعيدة تماما عن الجدية في تلبية متطلبات هذا القطاع الحساس.. ومن قبلها انتقدنا تصريحات وزير التربية الوطنية والتعليم العالي حول خططه التطويرية لأننا رأيناها غير واقعية وتفتقد الموضوعية.

وإن لم تكن هذه هي الحقيقة فلماذا وضعت الحكومة قضيتي التعليم والصحة على رأس أولوياتها في المرحلتين الراهنتين.. ولماذا تشكلت اللجان وتعددت الاجتماعات برئاسة رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، لمتابعة البرامج والخطط التي يجري إعدادها وتنفيذها لتغيير هذا الواقع المرير.. في الصحة وفي التعليم أيضا؟.

بالتأكيد.. لدينا مشاكل.. ولدينا حلول.. ونحتاج وقتا كافيا للعمل والإصلاح.. وقبل ذلك نحتاج أيضا لشجاعة الاعتراف بأوجه القصور.. وشجاعة المواجهة دون مزايدة أو نقصان أو تخوين وربط المسؤولية بالمحاسبة.

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى