أقلام حرة

الرئيس الفرنسي يستفز ثمانية ملايين مسلم في فرنسا

isjc

السفير 24 | حيمري البشير أحد أبناء الجنود الذين حرروا فرنسا من النازية الألمانية

شخصيا لم أكن أتوقع أن يكون خطاب الرئيس ،مستفزا لمليار وسبع مائة مليون مسلم ولأكثر من ثمانية ملايين فرنسي مسلم يعيشون على التراب الفرنسي ،بل لكل الذين دافع آباؤهم وأجدادهم عن فرنسا ضد النازية وساهموا في تحرير ها ،وسقط العديد منهم قتلى ،ولازالت قبورهم شاهدة على ذلك في العديد من الجهات التي عرفت مواجهات طاحنة استبسل فيها جنود من المغرب العربي والسنغال وغيرها من البلدان التي كانت مستعمرات لفرنسا.

مع كامل الأسف ،في أول خطاب لرئيس الجمهورية الفرنسي بمناسبة رأس السنة ،يربط الإرهاب بالإسلام ،ويتناسى ماقدمه العديد من المسلمين في سبيل تحرير فرنسا من النازية الألمانية ،الرئيس الفرنسي أساء لكل المسلمين ،وأساء لكل الذين سقطوا على التراب الفرنسي ،وأساء لأحفاد هؤلاء وأنا واحد منهم مادام والدي والعديدمن أقاربي شاركوا في الحرب العالمية الثانية حرروا فرنسا من النازية ورحلوا إلى دار البقاء
لم أكن أتوقع نهائيا ،أن يرتكب الرئيس الفرنسي هذا الخطأ وفي رأس السنة المتابع من طرف الملايين ،وبتلك الحمولة المستفزة ،هل هي إشارة لانظمام الرئيس الفرنسي للشيطان الأكبر الذي استفز المسلمين باتخاذه قرار نقل السفارة الأمريكية للقدس؟

أتمنى أن تكون تصريحاته زلة لسان ،حتى لا يكون سببا في تأجيج الصراع داخل المجتمع الفرنسي ،بل حتى لا يكون سببا في عودة التطرّف والغُلو والحقد والكراهية في فرنسا اتجاه المسلمين.

ليعلم الرئيس أن القادة الذين سبقوه كانوا حريصين على احترام كل مكونات المجتمع وأن ربط الإرهاب بالإسلام هو إساءة لثمانية مليون مسلم في فرنسا وللدين الذي يأتي في المرتبة الثانية بعد المسيحية.

بدون شك لن تمر تصريحات الرئيس الفرنسي بدون ردود فعل وسيفتح نقاش ،وسط النخبة السياسية والمثقفة في المجتمع الفرنسي وسيتأجج الصراع الديني من جديد، وسيزداد التطرّف والغُلو والمواقف التي نحاربها بقوة.

إن خطاب الرئيس الفرنسي الذي ربط فيه الإرهاب بالإسلام ،يجب أن يصحح بموقف رسمي من الحكومة احتراما لكل الجنود المسلمين الذين سقطوا في سبيل تحرير فرنسا من النازية ،وكذلك من خلال نقاش عقلاني ،فالإرهاب لا دين له ولا يمكن ربطه بالإسلام ياسيادة رئيس الجمهورية.

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى