كتاب السفير

أتساءل لماذا يلتجئ بعض أصناف البشر لقدف الناس بالباطل؟

le patrice

السفير 24 | الدنمارك: ذ . البشير حيمري

من ينافس الشرفاء ليقود تدبير الشأن الديني يجب أن يكون قدوة لكل الناس في أخلاقه وسلوكه اليومي وتشبثه بقيم التسامح مع أبناء جلدته قبل الآخر.

أتساءل لماذا يلتجئ بعض الذين يتسابقون في حب الظهور ويتنافسون في خدش أعراض الناس وقدفهم ظنا منهم أنهم يقومون بعمل جليل ينالون الأجر عليه.؟ لقد بلغتم قمة النذالة وقمة الوقاحة وأصبحتم شر خلق الله بامتياز في شهر العبادة والصيام، الساكت عن الحق شيطان أخرس ،وهي صفة تدفعنا دفعا للإلتجاء للقلم لاستنكار هذه الأفعال الشنيعة، لانسعى أبدا منافسة أحد على منصب أوزحزحة أحد من الإرتماء في الفساد والمكر والخذاع . لأن تربيتنا وأخلاقنا وثقافتنا السياسية لاتسمح لنا بأن ندخل معكم في هذه المنافسة ،ونأسف للدخول معكم في هذا الجدل العقيم .لانملك سوى عقلا يتعذب مما يقع ،و نسعى لتجسيد بما نحس في كلام وسطور عابرة لعلها تصل ويكون لها وقع في النفوس ، بل توقظ الغارقين في سبات عميق .

أيها العابثون بمصيرنا هل نحن راحلون وأنتم باقون خالدون لن تلقوا ربكم الذي خلقكم ؟ لن نبقى وأنتم كذلك ،اتركوا على الأقل شيئا ما ،موقفا ما تتذكركم به الأجيال القادمة. كفوا ألسنتكم عن الناس ،لقد أصبحتم تتصرفون بلا ضمير، لقد أسأتم للإسلام الذي تسعون لقيادته. وأسأتم لوطنكم الذي تدعون الدفاع عنه وأنتم قد سقطتم في مستنقع الخيانة بارتمائكم في أحضان من يتآمر على وطن أنجبكم .هل نترك الحبل على الغارب كما نقول ؟ أم نسلك طرق الفضح وكشف الحقيقة ، فالسابقون قالوا اذكروا الفاسق بما فيه حتى يحذره الناس، ولانركن للذين أساؤوا وظلموا الناس بغير حق ،مصداقا لقوله تعالى “ولاتركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار ومالكم من دون الله من أولياء ثم لاتنصرون”.

نستعمل العلم والثقافة التي ورثناها والقيم التي نتشبع بها لتنبيه الغافلين الذين انجروا وخذعوا بأقوالكم .نحن لاننافسكم على كرسي أومنصب ولكن ننافسكم على فعل الخير وقول كلمة حق و التمسك بأخلاق النابعة من القرآن مصداقا لقوله تعالى ، “وفي ذلك فليتنافس المتنافسون” .

أنسيتم أن بهذا يمكن أن نصحح صورة الإسلام في عيون الآخر، أفعالكم وإساءاتكم للمسلمين بالإفتراء والكذب وأبشع صور النفاق، تسيئ للإسلام والمسلمين .ولو يعلم الذين نعيش بينهم لتبرؤوا من الإسلام الذي تسعون لتقديمه لهم للإقناع.

أقول لكم مرة أخرى نملك الأخلاق ومتشبثين بالقيم المثلى ، نأسف للدخول معكم في هذا الجدل العقيم وأختم بقوله تعالى “فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (7) رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ (8) رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَّا رَيْبَ فِيهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ (9)” صدق الله العظيم.

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى