كتاب السفير

بالأمس القدس و اليوم الجولان السوري وغدا مكة المكرمة

isjc

السفير 24 / الدنمارك: ذ. البشير حيمري

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، استنزف خزينة دول الخليج بالمليارات، واعترف بالقدس عاصمة أبدية لإسرائيل، وغض الطرف عن جريمة القنصلية السعودية بإسطنبول، ويعود مجددا ليستفز سوريا والعالم بضم الجولان السوري للاحتلال الاسرائيلي ضد القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي.

قرارات تنم على أن الرئيس ترامب ليس إنسانا سويا بل أحمق بكل المقاييس، لن نتفاجأ غدا أن يضم سيناء ومكة المكرمة، من دون أن يتحرك العالم للرد عليه، فسكوت المسلمين عن قراره المتعلق بالقدس ومكانتها لديهم جعله يزداد ازدراءا بالإسلام وأتباعه، واستهزاؤه العلني في القنوات التلفزيونية بحكام السعودية وغيرهم من حكام  الخليج، زادته قناعة بأن الضمير العربي مات وبإمكانه إتمام مهمته من دون مشاكل.

المهمة التي تحدث عنها أشباه الزعماء في الكواليس وكلفوه بتنفيذها، وسكوتهم اليوم بعد اعترافه العلني بالجولان كأرض تابعة لإسرائيل، دليل على هذه المؤامرة الكبرى، وستدعو مرة أخرى سوريا آخر قلع المقاومة والتصدي، والتي تآمروا عليها كلهم ودمروا قدراتها العسكرية وشتتوا شعبها الذي كان يعتبر من أرقى الشعوب علما وحضارة وتاريخا.

مجلس الأمن أصبح انعقاده بدون فائدة، العالم ومنظماته ليس بمقدوره اتخاذ قرار صارم اتجاه أمريكا ومقر منظمة الأمم المتحدة في نيويورك، سيهدد مرة أخرى بوقف حصة أمريكا لها وتعطيل أشغالها، وسيستعمل مرة أخرى حق الفيتو لإفشال كل القرارات الصادرة في الأمم المتحدة.

ترامب يهدد العالم ويبحث عن ضحاياه، ويحاور بطريقة أخرى من يمتلك  القدرة العسكرية والنووية التي تهدد وجوده ووجود أمريكا، وأحسن مثال كوريا الشمالية.

ترامب لم يهدأ له بال ولم يكتف بالإعتراف بالجولان كأرض إسرائيلية، بل بعث وزير خارجيته لزعزعة استقرار لبنان وتفتيت وحدته، واعتبار حزب الله خطر يهدد المنطقة، وشددوا حصارهم الإقتصادي على أكبر داعم للمقاومة التي يقودها حزب الله.

إنهم يسعون لتدمير لبنان وخرابها مثلما دمروا العراق وسوريا واليمن ،لتحقيق حلم إسرائيل الكبرى ولا يستبعد قيام حرب مدمرة في المنطقة، السعودية يدها طويلة في لبنان الذي يرأس حكومته شخص يحمل جنسيتها وجنسية فرنسا، سعد السعود الذي اعتقل في السعودية وأرغموه على تقديم الإستقالة وتراجع عنها بعد مدة بعد الضغوط الفرنسية على السعودية.

لاأعتقد أن روسيا ستلتزم الصمت عما تحيكه أمريكا للمنطقة، ومؤامرة الولايات المتحدة ضد لبنان وتفكيك وحدته والقضاء على مقاومته، مخطط سيفشل لامحالة. وأتفق مع شاعر فلسطين الذي قال “أمريكا هي الطاعون والطاعون هو أمريكا”.

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى