كتاب السفير

تداعيات إغلاق الحدود والجمود في العلاقات بين الجزائر والمغرب

isjc

السفير 24 | الدنمارك: ذ. البشير حيمري

عندما يربط زعيم حزب إسلامي جزائري دعوة المغرب للجزائر بإعادة النظر في العلاقات المجمدة لسنوات بأنها نتيجة الأزمة الإقتصادية التي يعاني منها المغرب، فإنها نظرة قاصرة. لاتجسد حقيقة التصور الإسلامي الذي يتبناه هذا الحزب، وينضاف موقف الحزب الإسلامي الجزائري لحزب العدالة الذي وجه دعوة له من أجل النظر في العلاقات بين البلدين وهو حزب بعيد عن تدبير الشأن في الجزائر.

في اعتقادي أن الأحزاب الإسلامية في المغرب العربي ،النهضة في تونس و حمس في الجزائر والعدالة والتنمية في المغرب ،أحزاب فشلت في تحقيق حلم الشعوب المغاربية في الوحدة على أسس وقيم مشتركة ،ولم تستطع أن تحصل على إجماع لأنها لا تمتلك رؤيا واقعية ،للخروج من الأزمات الإجتماعية التي تتخبط فيها الشعوب المغاربية ،رغم أن كل المقومات متوفرة ،اللغة والدين والعادات وروابط الدم والخيرات التي يزخر بها المغرب العربي.

وكل هذه الأحزاب لم تستطع الإقناع وفشلت في تدبيرها، النموذج حزب العدالة والتنمية المغربي الذي لم يستطع أن يقود البلاد إلى بر الأمان رغم مرور سبع سنوات من حكمه للمغرب ،وفي عهده تعمقت الأزمة الإجتماعية في بلدنا ،وازدادت حركة الإحتجاج ،وازداد الدين الخارجي ،حزب العدالة الذي شكل حكومة غير متجانسة ،لم يستطع وضع برامج إنقاذ للخروج من أزمة البطالة وخلق مناصب شغل لامتصاص الغضب الذي يعم الشارع المغربي.

الحكومة المغربية تتخبط في مشاكل عميقة ورئيس الحكومة فشل في تقديم البرامج والحلول، وسينعكس هذا على قانون المالية لسنة 2019. ولعل الإشارات التي لاحت في الأفق والتي غطتها العديد من وسائل الإعلام المغربي بعد استقبال الملك لرئيس الحكومة لا تبعث على الإرتياح .العاهل المغربي غير راضي وغير مقتنع بمشروع هيكلة تأهيل الشباب وتكوينهم وإعدادهم لسوق العمل مما يعني فشل حكومة سعد الدين العثماني في تدبير الأزمة.

الخيارات الممكنة صعبة والظروف التي يمر منها المغرب لاتسمح للدعوة إلى انتخابات مبكرة وحل الحكومة الحالية لاسيما وأن المغرب مقبل على المشاركة في لقاء جنيف المرتبط بقضية الصحراء .كل المؤشرات تدل على أن العاهل المغربي غير راضي على حزمة الإصلاحات التي قامت بها الحكومة الحالية والتي عمقت الأزمة التي يعاني منها المجتمع المغربي، الظروف التي يمر بها المغرب تتطلب اليقظة، وتتطلب استماع الحكومة لنبض الشارع وتتطلب الحكمة في اتخاذ القرارات، وتتطلب وحدة وطنية لمواجهة كل التحديات التي نواجهها.

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى