العيون الشرقية: التنمية المعطوبة

السفير 24 – ادريس القرعوني. ابن العيون الشرقية / الجديدة
في خضم كل هذه الحركة، وكل هذه التفاعلات، عبر الفضاء الأزرق وعلى أرض الواقع، فيما يخص الحالة العامة للعيون الشرقية سيدي ملوك وما ينقصها من تنمية وتطور على جميع الأصعدة. ومنها البنية التحتية، والمرافق الاجتماعية، والإدارية والصحية والاقتصادية. ناهيك عن عدم وجود مراكز التكوين في شتى الاختصاصات، وانعدام وجود منطقة صناعية… كل هذا يجعلنا نتساءل عن الحالة المزرية وتقهقر هذه المدينة التاريخية، التي أسست في القرن السابع عشر على يد المولى إسماعيل، حين بنى القصبة سنة 1679.
بالأمس القريب فقط، كانت مدينة العيون الشرقية تزخر بجمالها الطبيعي، وتنوع مجالها الفلاحي. وكانت البساتين المعطاءة تشغل حيزا مهما من المساحة الإجمالية للمدينة، كجردة الحاجة وجنان بنتاج والزيتون الباسق في المنزولة. وكانت للمدينة سواقيها المتدفقة بسخاء، ومنابعها التي لا تنضب، وغاباتها المتسامقة المعطاءة الخضراء.
في الماضي القريب، كنا نفتخر بمدينتنا التاريخية المجاهدة لما عرفته من رجالات خلَّدوا بالذكر أسماءهم في تواريخ النضال والجهاد ضد المستعمر ومحاربة المفسدين.
فالعيون منذ القدم وهي حاضرة متمدنة، والدليل الاكبر هو تاسيس مركز امني للشرطة منذ اوائل الستينات. زيادة عن مركز الدرك في الوقت الذي كانت فيه المدن المجاورة مجرد مجالس قروية، ولكن انقلبت الآية فاصبحت عمالات مستقلة بذاتها، بينما لا تزال مدينة العيون الشرقية تراوح مكانها.
إداريا، مدينة العيون الشرقية تضم اليوم خمس جماعات تناهز ساكنتها سبعين ألف نسمة.
وموقع العيون الشرقية الجغرافي يجعلها مركزا استراتيجيا بدون منازع في المنطقة الشرقية، إذ تتوسط أربع عاملات على مسافات متقاربة وتفصلها عن:
– ولاية وجدة 60 كلم شرقا.
_عمالة تاوريرت 50 كلم غربا.
– عمالة بركان 50 كلم شمالا.
– وعمالة جرادة 50 كلم جنوبا.
وهذا الموقع المهم يؤهلها أن تكون مركزا بامتياز للمرافق العمومية الكبرى لصالح كل العمالات المجاورة، كمستشفى إقليمي بجميع التخصصات، ومركز لمعالجة القصور الكلوي، ومركز أنكولوجي، ومراكز التكوين المهني والتقني في مختلف التخصصات، وملحقات إدارية ومالية ونيابات وغيرها…
ألم يحن الوقت لكي تنهض القوى الحية، والمجتمع المدني والمنتخبون وكل من لهم غيرة على هذه المدينة للتكتل والنهوض نهضة رجل واحد للمطالبة بالتحرير من التبعية الإدارية لمدن أخرى؟؟ والمطالبة بإنشاء عمالة مستقلة قائمة بذاتها لتعطي دفعة قوية للنهوض بهذه المدينة المنكوبة؟…
إنشاء عمالة مستقلة هو الحل الوحيد للدفع بعجلة التنمية في كل الميادين للقضاء على:
– الهشاشة ومحاربة الأمية التي ضربت اطنابها في ما يقارب من 50% من سكان الحاضرة وما يفوق 80% بالاحواز.
– خلق منطقة صناعية يلتئم فيها الحرفيون وخلق مناصب شغل لمواجهة البطالة.
-احداث دور للشباب ومراكز رياضية من أجل تاطير الشباب وانقاذهم من الانحراف والمجون والمخدرات.
– بناء أسواق نموذجية في مختلف الأحياء لضم وتنظيم الباعة المتجولين.
– خلق فضاءات ومساحات خضراء ومجالات للترفيه والتنفيس على الاطفال وذويهم، بدل القضاء على الغابات الطبيعية واستبدالها بغابات الاسمنت.
و…و…و…
وإن تعدوا احتياجات العيون فلن تحصوها.
هذا نداء للضمائر الحية وأولي الألباب.
أتمنى نستبشر خيرا في الاستحقاقات المقبلة فيتولد عن هذا المخاض وهذه التفاعلات مولودنا الجديد ” عمالة العيون سيدي ملوك “.