أقلام حرة

ما الخطأ الذي ارتكبه الإمام النجاري البركاني؟

le patrice

السفير 24 – الدنمارك: حيمري البشير

رجل شهد له الناس بالإستقامة وقول الحق، رجل استطاع أن يستقطب أكبر عدد من المصلين لجرأته في طرح القضايا الأساسية التي تتطلب وجهة نظر رجل الدين منها، وحتى لا تبقى مبهمة.

ما العيب الذي ارتكبه الإمام النجاري البركاني حتى يتخذ وزير الأوقاف الصوفي التابع للزاوية البودشيشية القريبة من بركان ،قرارا بالعزل،؟ هل لكونه ليس من أتباع زاويته وكان ينتظر فرصة ارتكابه زلة لعزله؟ هل بسبب تناوله الأحداث التي وقعت في موسم الحج لهذه السنة؟ والتي ذهب ضحيتها العديد من المغاربة.

الأحداث التي حاول الوزير التغطية عليها، بل واعتبر كل الأشرطة المنتشرة في وسائل التواصل الإجتماعي مزايدات،وليس أخطاء يجب ربطها بقانون ربط المسؤولية بالمحاسبة. لقد تحدث الأستاذ النجار بكلام مسؤول عماجرى سابقا عندما انتشر الظلم كما يقع حاليا والكوارث الطبيعية التي تحل عقابا من الله.

في اعتقادي لاخير في خطيب لا يتناول في خطبه مشاكل الأمة وظلم المسؤولين ،إن مايجري في الساحة العربية وبالخصوص في المملكة قبلة الإسلام يتطلب التنبيه، والبحث عن المسببات وربطها بتاريخ الأمة، يتطلب كذلك توجيه النصيحة للحاكم المستبد ليكون عادلا وينشر العدل بين الناس، يتطلب كذلك دعوة الناس للتمسك بالأخلاق والقيم السمحة .يتطلب من الخطيب أن لا يخاف في الله لومة لائم ويجهر بقول الحق على المنبر حتى يستقيم الناس في سلوكهم اليومي. الحديث عن الظلم الذي ساد في المنطقة اتجاه الشعوب المسلمة من طرف حكام مسلمين يتطلب قول الحقيقة والجهر بها والدعوة للعودة إلى الله لا للإستمرار في الخطأ.

الكوارث التي حلت هذه السنة وفي موسم الحج هي تنبيه إلاهي بأن هناك فساد وظلم وغياب العدالة.وإذا سكت خطباء الجمعة والدعاة في الحج من التنبيه لما يجري والدعوة لاستعمال العقل والحكمة .فمن سيقوم بالمهمة سوى إمام مستقيم يصدع بقول الحق ولا يخشى أحدا.

إن القرار الذي اتخذه الوزير بعزل الإمام النجاري البركاني بذريعة تسييس خطبة الجمعة ،قرارجائر ينضاف للأخطاء القاتلة التي ارتكبها التوفيق الذي عمر طويلا على رأس وزارة الأوقاف. والقرار في حد ذاته ظلم كبير حاربه الخطيب وبصراحته والجرأة التي يمتلكها استطاع كسب تعاطف شريحة واسعة من ساكنة مدينة بركان. إن ماتناوله الأستاذ النجاري من ظلم يسود المنطقة تتحدث عنه المنابر الإعلامية يوميا، وهناك إجماع على أن ما يحدث من كوارث طبيعية غضب إلاهي لما يرتكبه حكام المنطقة في حق شعوبهم ،وإذا سكت رجال الدين ما يحدث من ظلم وجور ،فسيزداد وضعنا سوءا وستزداد الكوارث الطبيعية التي هي علامات الغضب الإلاهي والتي تخلف كوارث إنسانية.

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى