في الواجهةمجتمع

عيد الاضحى يؤجج الصراع بين الكسابة والمستهلكين

عيد الاضحى يؤجج الصراع بين الكسابة والمستهلكين

isjc

السفير 24 | فاطمة الزهراء حبيدة  – صحافية متدربة

دائما ما يشغل ذهن المغاربة عند اقتراب مناسبة عيد الأضحى، سؤال جودة الاضاحي وأسعارها، إذ تشهد ارتفاعا غير مسبوقا، وقد استمت هذه السنة بارتفاع في أسعار المواد الغذائية، وكذلك موسم فلاحي ضعيف نتيجة قلة التساقطات المطرية، والذي أثر على القدرة الشرائية للمواطنين، وهذا ما لمسناه من خلال حوار أجرته “السفير 24” مع بعض المواطنين حول انطباعهم عن أثمنة الأضاحي، إذ أن أغلبهم عبروا بأن الاثمنة ارتفعت بشكل صاروخي مقارنة بالسنوات السابقة، وأن “السعر” لا يتناسب مع حجم الأضحية.

وفي سياق اخر، أكد أحد المواطنين أن أغلب الأسر لا زالت تعاني من اثار ارتفاع المواد الغذائية التي شهدها شهر رمضان، بحيث انعكس ذلك على قدرتهم على الادخار، وبالتالي لجوئهم إما إلى الاقتراض أو بيع بعض المستلزمات والأجهزة المنزلية (كالتلفاز، والحاسوب…وغيرها)، بغاية توفير مبلغ ولو بسيط لأجل اقتناء أضحية العيد. فبالرغم من الطابع الديني الذي يسم عيد الأضحى وقدسيته، إلا أن البعض ارجع دافعه الأساسي لاقتناء الأضحية رغم الأثمنة الغير مقبولة، إلى الحفاظ على مكانتهم داخل المجتمع (الجيران، العائلة..)، أو لأجل تفادي إحراج أطفالهم أمام أصدقائهم، في حين ذهب البعض إلى حد اعتبار أن اقتناء اضحية بمواصفات عالية، يسيطر عليه هاجس التفاخر، فغالبية من تمت محاورتهم، اعتبروا أن الهاجس المجتمعي يتحكم بهم، أكثر من الهاجس الديني.

فبالرغم من أن المواطنين عبروا عن إستيائهم من ارتفاع ثمن الأضاحي، إلى حد وصف الكسابة ب”الجشع”، وفي حوارنا مع أحد الكسابة، والذي بسط مجموعة من الاكراهات والتحديات التي تواجههم عند اقتراب مناسبة عيد الأضحى، قد أشار إلى أن رحلة التنقل لأجل التوغل داخل المدن، تكون شاقة جدا بالنسبة لهم، بداية بالبحث عن محل للكراء بمواصفات محددة لكي لا تتضرر المواشي، ثم أثمنة كراء المحلات التي تكون جد مرتفعة، وأنها بحد ذاتها تجارة موسمية لأصحاب المحلات، ناهيك عن مصاريف التنقل، التي لا يراعيها المشتري، وأكد بأن العامل المتحكم في ارتفاع أسعار المواشي، هو ضعف المحصول الفلاحي، بسبب قلة التساقطات المطرية، مما يحتم عليهم اقتناء العلف بأثمنة جد مرتفعة طيلة السنة من أجل أن تكون الأضاحي ذات جودة في هذه المناسبة، وحسب تعبيره، فهامش الربح ليس إلا رد للدين فقط، بالخصوص بالنسبة للفلاحين الصغار في “المناطق البورية” التي تظل معتمدة على ما تجود به السماء من أمطار، لاستمرار زراعتهم، فيظل سبيلهم الوحيد لتجاوز تضررهم من الجفاف، هو الاستثمار في المواشي، واغتنام فرصة عيد الأضحى لتعويض ما تم صرفه من علف للمواشي، كما أشار المحاور، أن نسبة الإقبال جد ضعيفة نظرا للمنافسة التي فرضتها الأغنام المستوردة، والتي تهدد الفلاحة الصغار، وتحتم عليهم البيع بمنطق الخسارة.

لذا فمع كل سنة، يطفو الصراع بين الكسابة، والمستهلكين، ولكل منهم أسبابه التي تدفعه للاستنكار، وتبرير موقفه، ويظل المبرر الاقتصادي والاجتماعي المهيمن والحاضر بقوة.

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. غلاء معيشة المواطن المغربي لا يعود سببها إلى التضخُّم العالمي او الحرب الروسية الاوكرانية و لا إلى الجفاف، هذه ذرائع (السلطات المغربيّة) التي غضّت منذ زمان و لازالت تغُضّ نظرها عن مصالح الشعب و لا تولي لِمشاكله و هُمومه أيّ اعتبار، فغلاء معيشة الشعب يعود أساساً إلى السياسة القديمة المُتجاوَزة التي تنهجُها (السلطات المغربية) في هذا البلَد السعيد الذي تنقُصُه الديمقراطية و الحرية و العدالة الاجتماعية التي هي أساس تقَدُّم البلدان الغربيّة و غيرها التي عملت منذ زمان من أجل تنمية بلدانها و لازالت فأصبحت شعوبها تعيش حياةً كريمةً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى