أقلام حرة

الدنمارك يتراجع إلى المرتبة الثانية في قائمة الدول الخالية من الرشوة

isjc

السفير 24 | حيمري البشير _الدنمارك

كل سنة تنشر مؤسسة ترونسبرونسي دراستها حول الفساد وانتشار الرشوة في العالم ،ولسنوات احتلت الدنمارك الأولى في العالم كدولة خالية من الرشوة ،لكنها هذه السنة تركت مكانها لدولة نيوزيلاندا واحتلت المرتبة الثانية ،وتراجع الدنمارك للمرتبة الثانية يعتبره المتتبعون نكسة وخلل يجب معالجته ،ومعرفة أسبابه ،خلال ست وعشرين سنة قضيتها في هذا البلد الجميل الذي كان حلم راودني باستمرار يوم صادفت وأنا تلميذ في إعدادية الجاحظ حافلة قادمة من الدنمارك ،مليئة بالسياح من الجنسين ،فدخلت في حوار مع مجموعة منهم يتكلمون فرنسية بصعوبة ويفهمون القليل ،منذ ذلك ،فتنت بجمال المرأة الدنماركية وبالثقافة التي يحملها الدنماركي ،وسار حلم العيش في هذا البلد حقيقة السنين الأولى من التسعين ،عشت الحرية في أسمى معانيها والرفاهية التي لم أكن أحلم بها ،وقيم الديمقراطية التي كنت أناضل من أجلها ،الكابوس اليومي الذي كنت أعيشه يوميا في كل مناحي الحياة ،اندثر إلى غير رجعة ،لم أعد أسمع عن مصطلح الرشوة التي كانت هاجسا يوميا يلاحق كل مواطن مغربي.

الدنمارك تتراجع إلى المرتبة الثانية في قائمة الدول الخالية من الرشوة ،هذا هو سر تقدمها وازدهارها وسعادة شعبها ،فالشعب الدنماركي يعتبر أسعد إنسان في العالم حسب الدراسات التي قامت بها مؤسسات دولية ،وسر ذلك يكمن في مجتمع الرفاهية ،حيث الدولة مسؤولة على توفير كل شروط العيش ،بدءا من دخل مرتفع وتوفير التمدرس والتطبيب والعلاج في المستشفيات التي تحس عند دخولها بأنك داخل لقصر من القصور ،ليس كالمستشفيات المغربية التي يغيب فيها كل شيئ
سر المرتبة التي حصلت عليها الدنمارك والتي اعتبرها العديد من المتتبعين تراجع غير مقبول ،يرجع لظواهر عديدة. دخيلة على المجتمع الدنماركي وحمولة ثقافية حملها معهم النازحون الجدد في المجتمع ،النقاش الذي يعقب دائما الدراسات التي تقوم بها المؤسسات الدولية ،يكون إيجابيا يساهم في تصحيح الوضعية ،ويدعو للتشبث بقيم المجتمع التي جعلته في الريادة في المجتمعات الأروبية.

كمواطن مغربي يحز في نفسي المرتبة التي احتلها المغرب هذه السنة ،وأحس بأسمى عميق ،وأتساءل متى يصحو ضمير الإنسان المغربي المسلم ويتشبث بالقيم الإسلامية التي قد توصله لمصاف الدول الخالية ليس فقط من الرشوة وإنما من الزبونية والمحسوبية والحقد وسياسة التآمر والسرقة الموصوفة والغير الموصوفة ،وجمعة مباركة في انتظار أن يسمو الوطن لبلد خلي من الرشوة.

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى