في الواجهةكتاب السفير

نحن نعيش زمانا تكثر فيه مظاهر التدين وتغيب القيم

نحن نعيش زمانا تكثر فيه مظاهر التدين وتغيب القيم

isjc

السفير 24 

في الدول الإسلامية وفي المساجد في الغرب تكثر مظاهر التدين وتصرف الملايين من أجل بناء مساجد ،مزينة بأفخم أنواع الثريا والسجاد، ويبدع المحترفون في الزخرفة بجعل المساجد آية في الجمال تبهر الناظرين والزائرين الذين لا يعرفون شيئا عن فن الزخرفة الإسلامية والتاريخ الإسلامي.

نحن نريد أن نقدم للغرب صورة الإسلام الحقيقية، والمساجد الإسلامية في أبهى صورها ليست  صورة حقيقية عن الإسلام، وإنما هي فقط جزئ ظاهر عن الإسلام أما الجزئ الباطني هو أخلاق المسلم وعلاقة المسلم بالآخر وكيف هو سلوك المسلم مع أخيه المسلم ومع غير المسلم. وغير المسلم يريد أن يعرف القيم التي نتمتع بها وأوجه الإختلاف بين القيم التي نحمل وقيمهم.

الحقيقة صادمة عندنا وعندهم حول سلوك المسلم المرتبط بمؤسسة  المسجد الذي صرفت عليه الملايين ،لكنه لايؤدي الرسالة السماوية التي جاء بها الرسول الكريم. لا لشيء لأن الذي يتولى مسؤولية التربية والتوجيه الديني ليس في مستوى المسؤولية لأنه فشل  في تربية المسلم على احترام الآخر ،فشل في زرع نبتة الحب والمؤاخاة ونبذ الكراهية والحقد والعداء حتى للمسلم الجالس بجانبه.

الأئمة برعوا في تمرير خطابات وفشلوا في إقناع الراكعين، الساجدين الذين يؤدون صلاة الجماعة في كل وقت ولكنهم يعيشون عالة على المجتمع ويتقاضون مساعدات ٬من الدولة وهم قادرون على العمل ،ويعطون بسلوكهم هذا صورة سيئة عن الإسلام. 

في مساجدنا في الغرب نلمس أبشع الصور النمطية التي لاعلاقة لها بالقيم الإسلامية، فتغيب الأخلاق التي قرأنا عنها في كتب التربية الإسلامية والخطب التي سمعناها ونحن صغارا عند الفقهاء الذين حفظونا السور الأولى من القرآن.

هل يقبل المسلم في الغرب سلوك بعض المسلمين في العديد من المساجد في الغرب؟

هل يقبل المسلم أن يفقد حداءه في مسجد من مساجد المسلمين في الغرب؟  أين هو أثر النصيحة التي يسمعها المسلم كل يوم في بيوت الله في الغرب؟ كيف يقبل بالنميمة والحقد اتجاه المسلم وفي مساجد يذكر فيها إسم الله؟ كيف يقبل المسلم مايتعرض له أخوه المسلم ٬من إخوانه المسلمين؟

كيف يمكن اجتثات القبلية العصبية والعنصرية من مؤسساتنا الإسلامية؟ من يتحمل الصورة السوداء التي نقدمها للآخر بهذه السلوكات التي لا علاقة لها بالإسلام.

نحن جميعا نتحمل المسؤولية فيما يقع فنحن نقدم أبشع صورة عن القيم الإسلامية في الغرب فأينما حللنا وارتحلنا نسيئ لهذا الدين لأننا لم نحسن اختيار من يحسن تدبير الشأن الديني وجعلنا على رأسها أناس لا يفقهون لا في الدين ولا في السياسة.

أناس يبحثون عن الجاه والكرسي والسلطة ويفتقدون للرؤيا الثاقبة النموذج رابطة الأئمة في الدول الإسكندنافية.

نموذج يتكرر في دول أوروبية أخرى. مايجري مع كامل الأسف يفرض وقفة تأمل ،هذا لاينطبق فقط على المساجد المغربية وإنما في كل المساجد في الغرب التي تعيش على صفيح ساخن وصراعات أثرت على واقع المسلمين في الغرب وأعطت صورة سيئة عن القيم الإسلامية، لأن سلوك المسلم الذي يرتاد هذه المساجد لا صلة له بسلوك المسلم الذي نقرأه في كتب السيرة النبوية وفقهاء الدين. 

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى