هل أصبح السيد بوصوف رئيسا للجالية بدون علمنا ؟
السفير 24 | حيمري البشير_كوبنهاكن الدنمارك
في حوار أجراه صحفي في إحدى المنابر المغربية جريدة “الأسبوع الصحفي” ،خاطب فيه الأستاذ عبد الله بوصوف برئيس الجالية، وهو يبرهن بهذا على عدم متابعته وإلمامه بملف الهجرة والجالية.
الصحفي لم يكلف نفسه عناءا في الخوض فيما يجري وابتعد كليا عن جر الأستاذ بوصوف للجواب عن التساؤلات العديدة المطروحة في الساحة الجمعوية بالخارج والاتهامات التي وجهت له.
تناول الصحفي في حديثه مع مخاطبه ملف المهاجرين الأفارقة في المغرب والسياسة التي نهجتها الدولة المغربية لتسوية وضعية أكثر من ثمانين ألف منهم ،وقد جاء خطاب السيد بوصوف بنبرة تشم منها رائحة الانتقاد وعدم الرضا عن تدبير الحكومة لهذا الملف، وهو بذلك يوجه انتقادا مباشرا للوزارة المنتدبة المكلفة بالجالية الساهرة على هذا الملف،كما أنه اختار التوقيت ليوجه رسائل لعدة جهات منخرطة في محاربة ظاهرة الإرهاب والتطرف قائلا ليس هناك مانع قانوني ودستوري لعودة المقاتلين المغاربة في سوريا والعراق وهو يعلم علم اليقين أن الغالبية منهم لهم جنسيات أروبية والقليل منهم مغاربة الداخل من مدن الشمال المغربي والذين اختاروا أولا ليبيا لاستحالة التنقل إلى سوريا والعراق بعد تشديد الرقابة في العديد من دول المنطقة.
قال السيد بوصوف لايمكن معالجة ظاهرة التطرّف والإرهاب بالمقاربة الأمنية فقط لأنها غير كافية للقضاء عليه ،وأحسن نموذج ماقامت به أمريكا للقضاء على تنظيم القاعدة التي تتحمل المسؤولية الأولى في تأسيسه وتسليحه لمحاربة الروس في أفغانستان وانقلب ضدها فيما بعد، لم يشر السيد بوصوف لمسؤولية الغرب في بروز حركات التطرّف في العالم وهوالذيي غذيه ،لم يشر السيد بوصوف في حديثه من أسس داعش وما هي الأهداف من تأسيسه ومن مول شراء الأسلحة الفتاكة لهذا التنظيم والدور الذي لعبته كل دول الخليج وإسرائيل في زعزعة استقرار سوريا والقضاء على مؤهلاتها الدفاعية.
السيد بوصوف ربط تنامي التواجد الإفريقي بالمغرب منذ القديم ،حيث اعتمد مولاي إسماعيل على جيش كان كله أفارقة وسماهم بجيش البخاري ،ولم أستوعب بالضبط مقصوده بهذه المقارنة ونحن نعيش في القرن الواحد والعشرين.
انتقد بوصوف المجتمعات الأروبية وبالخصوص أحزاب اليمين ،التي تنامت بشكل كبير ،ولم يتحدث عن أسباب تنامي التيارات العنصرية ودعواتها للتخلص من المهاجرين ،الذين أصبحوا يشكلون خطرا على الديمقراطيات الغربية فهم يدعون لمقاطعة المسلسل الإنتخابي ويعتبرون المجتمعات التي يعيشون فيها بلدان كفر ،كان عليه أن يتحمل المسؤولية ويقول بأننا لم نتحمّل المسؤولية كمؤسسات كلفت بتدبير الهجرة في محاربة كل الظواهر المسيئة للإسلام ،لقد فشلت كل المؤسسات التي كلفت بتدبير الشأن الديني و بدون استثناء ،ولا يوجد استراتيجية واضحة للمغرب في تدبير الهجرة وقد أكد ذلك الملك في خطاب العرش لسنة 2015 عندما طلب بضرورة التفكير في هذه الاستراتيجية من الحكومة اَي كانت تدبر الأمر آنذاك.
عندما يتحدث عن تسوية وضعية الأفارقة في المغرب ويدعو المغاربة لعدم الخوف ،كان عليه أن يتعمق في الأسباب التي جعلت الأفارقة يتكاثرون في المغرب كمحطة عبور لأوربالا الغير ،كان عليه أن يتحدث عن أسباب التطرّف سواءا في المغرب أوأروبا ،في المغرب التطرّف لايوجد إلا في الأحياء القصديرية والهامشية التي تعرف كثافة سكانية والمتطرفون الذين قاموا بعمليات16 ماي 2003 انطلقوا من حي سيدي مومن.
كان عليه أن يتحدث وبكل جرأة عن الإرهابيين الذين ضربوا باريس ومكان انطلاقهم حي مولانبيك الشعبي ،كان عليه أن يقول وبكل شجاعة أن المغرب فشل في تدبير ملف الشأن الديني في أروبا ،رغم تأسيس المغرب للمجلس الأروبي للعلماء والذي مكنه من ميزانيات ضخمة فازداد التطرّف وازداد التشيع وسط الجالية المغربية في بلجيكا أين يوجد مقر المجلس.
انتقد بوصوف سياسة إدماج المقاتلين في السجون المغربية ،وطالب بإشراك جهات عدة في معالجة ظاهر الإرهاب وإعادة إدماج هؤلاء المقاتلين في المجتمع، وتحدث بأسلوب غير مقنع على ضرورة الإستفاذة من الجالية المغربية في معالجة الظاهرة وكأن الدولة المغربية لها استراتيجية في هذا المجال وهو يتناقض مع نفسه عندما يشتكي من تنامي التيار العنصري في غالبية الدول الأروبية.
نقول للأستاذ بوصوف مرة أخرى أن الدولة المغربية فشلت في تدبير الشأن الديني في أروبا وفي المغرب كذلك وآن الأوان لتغيير المسؤولين على هذا القطاع.
في حواره تحدث عن قضية الصحراء وقال بأنه ليس هناك مانع في أن يجلس المغرب مع البوليزاريو كمنظمة خارج عن القانون وليست دولة قائمة الذات لها حدود متعارف عيها وتعترف بها هيأة الأمم المتحدة ،كان عليه أن يشير إلى ضرورة مراجعة تواجد الانفصاليين في الاتحاد الإفريقي للاعتبارات التي ذكرت ،وضرورة أن يطالب المغرب كمؤسس لمنظمة الوحدة الإفريقية باحترام شروط الانضمام لهذا المنتظم الإفريقي ،لأن انخراط كيانات لا وجود لها على الأرض يتنافى مع الشرعية والقانون الدولي.
لا يمكن للمغرب أن يقبل بالأخطاء التي وقعت في فترة غيابه عن الاتحاد وبتآمر مع دول معينة ،وإذا من المفروض أن يكون واضحا في مطالبة المغرب للاتحاد الإفريقي بمراجعة ماحصل من خروقات في انضمام البوليزاريو للاتحاد ،لأنه مجبر على احترام القانون الذي ينظم علاقة كل الأعضاء في الاتحاد.
وعندما يستدل بوصوف بتواجد العرب في الأمم المتحدة رغم تواجد إسرائيل وعدم اعترافهم بها. فكيف نفسر العلاقات التي تربط العديد من الدول العربية والإسلامية بإسرائيل ،وأكثر من ذلك إسرائيل لها دولة ولا وجود على الأرض وتحتل جزئ كبير من الأراضي الفلسطينية والدولة الفلسطينية تسعى لإقامة دولتها على الأراضي التي احتلتها إسرائيل في 67.
سي بوصوف يرحب بهجرة الأفارقة إلى المغرب ولا أدري ما القيمة المُضافة التي يشكلها هؤلاء وهم يعتبرون المغرب فقط محطة مؤقتة للعبور للضفة الشمالية لا غير ،لأنهم يعتبرون المغرب غير مؤهل لضمان كل شروط استقرارهم ،من توفر لفرص الشغل والإستفاذة من العلاج والتطبيب والمغرب يعرف إكراهات كبيرة في القطاع فحتى رامية الذي افتخر به المغرب في توفير العلاج لحامليه فشل.
وحتى تمدرس الأطفال الأفارقة سيُصبِح مستعصي في ضَل نية الحكومة في مراجعة مجانية التعليم.
يجب أن يعلم الأستاذ بوصوف أن العديد من الأفارقة يعيشون ظروفا قاسية والعديدمنهم يبيت في الشوارع في هذا البرد القارس ويعيشون على مايجود به المغاربة أمام أبواب المساجد وفي جل الشوارع المغربية حتى في العاصمة ،وأن العديد منهم تورط في تجارة المخدرات وفي الجريمة المنظمة ،الأحداث التي وقعت في الدارالبيضاء.
اختتم الأستاذ بوصوف حواره بانتقاد الحكومةلأنها لم تشرك مجلس الجالية في سياستها لإدماج الأفارقة في المغرب وهو يوجه بالدرجة الأولى سهام نقده للوزارة المنتدبة المكلفة بالجالية.
يريد إقناع الحكومة في إشراك المجلس لبلورة سياسة واضحة ، هل قدم السيد بوصوف الأمين العام للمجلس الرأي الإستشاري للحكومة فيما يخص تدبير ملف هجرة مغاربة العالم ؟
نسي السيد بوصوف في حواره المشاكل التي لازال يعيشها مغاربة ليبيا ومغاربة إسبانيا ومغاربة السعودية ومغاربة إيطاليا ،ونسي مطالبة الحكومة بفتح نقاش ومعالجة ظاهرة التطرّف والإرهاب في أروبا وتورط العديد من الشباب في تشويه صورة المغرب.