في الواجهةكتاب السفير

مهمة لعمامرة كوزير للخارجية كانت قطع العلاقات مع المغرب

le patrice

السفير 24 – الدنمارك : ذ. حيمري البشير

المغرب قدم الكثير للشعب الجزائري وللثورة الجزائرية، والمغرب التزم بثقافة حسن الجوار وروابط الدم والدين واللغة ولم يتآمر يوما على هذا البلد الجار ،وعلى الشعب الجزائري كما فعل النظام الجزائري القائم منذ عهد الرئيس بومدين، الذي أسس جبهة البوليساريو الوهمية ومولها بالسلاح لأكثر من خمس وأربعين سنة.

المغرب اتخذ قرارا بإغلاق حدوده وفرض التأشيرة على الجزائر عندما تورط مواطنون جزائريون في عمليات إرهابية في مراكش سنة 1994 .ومن حق المغرب حماية شعبه وتوفير الأمن له بإغلاق حدوده في وجه كل الذين يتآمرون عليه.

التاريخ سيبقى سجل لكل الأحداث، ورغم استمرار النظام في مسلسل التآمر ،فإن المغرب وشعبه وقائد مسيرته بقي دائما يتطلع لفتح صفحة جديدة وإنهاء الصراع الذي لن يخدم مستقبل البلدين والشعبين.

قرار قطع العلاقات لم يكن في الحقيقة وليد اليوم بل يرجع لسنوات ماضية وبالضبط منذ أحداث فندق إسني بمراكش. فقد أصبح التطور والنمو الذي يعرفه المغرب منذ تولى جلالة الملك محمد السادس عرش المملكة، يشكل عقدة للنظام في الجزائري والمسيرة التنموية التي عرفها المغرب كانت سببا رئيسيا في تشبث النظام القائم بسياسة العداء اتجاه المغرب، وإغلاق الحدود تخدم بالدرجة الأولى النظام القائم في الجزائر ،لأن معرفة الشعب الجزائري للطفرة التنموية التي يعيشها بلدنا ،كانت ستشكل خطرا على النظام القائم ،لاسيما وأن الجزائر بلد النفط والغاز ولكن بلد التناقضات، بلد تفشى فيه الفساد ،وارتفعت في أسواقه الأسعار، وافتقد فيه المواطن للماء المشروب، وللعديد من المواد الأساسية، وتفشت فيه البطالة ،وأصبح شبابه يموتون بالمئات في البحر الأبيض المتوسط ،بحثا عن الهجرة لأوروبا.

بلد فشل رئيسه في تدبير الجائحة، ولم يوفر لحد الساعة التلقيح لشعبه، رئيس لايقول الصراحة، ويعتبر في الجزائر أحسن منظومة صحية في إفريقيا ،في الوقت الذي فضل هو العلاج في ألمانيا عندما أصيب بكورونا.

الشعب الجزائري رفض مسلسل الإنتخابات الرئاسية والبرلمانية وقاطعها، واستمر في الخروج للشارع مطالبا بحكومة مدنية لا عسكرية.

النظام في الجزائر أشعل منطقة القبائل ونسبها بغباء للمغرب، في الوقت الذي استغرب له العالم وكل المتتبعين، لم يصدق أحد الإتهامات الرخيصة التي نسبها العسكر المتحكم في كل شيئ للمغرب، ولم يدلي بالحجج والبراهين التي تثبت صحة اتهاماتهم ، ولم يصدقها العقلاء، وجلالة الملك كان واضحا وصريحا عندما طالب النظام في الجزائر بفتح الحدود، وطي هذه الصفحة السوداء.

المغرب لم يتآمر يوما على الجزائر وشعبها كما قال جلالته، فالشر لن يمس الجزائر وشعبها من المغرب.

لقد اخترت كعنوان لمداخلتي الدور الخبيث الذي جاء من أجله لعمامرة على رأس وزارة الخارجية لتأزيم العلاقات مع المغرب، وأستغرب لخطابه ومواقفه المسمومة، خصوصا عندما يتخذ مسألة التطبيع كشماعة، ويسكت عن المطبعين مع الكيان المحتل لفلسطين لسنين طويلة .

مصر، الأردن ،السودان، الإمارات ،البحرين ،وبلدان ،عربية أخرى زارها بنيامين ،سلطنة عمان نمودجا، والجزائر نفسها شاركت في لقاءات وجلست جنبا لجنب مع وفود عسكرية إسرائيلية.

المغرب الذي يحاول لعمامرة تشويه صورته قدم الكثير لفلسطين وهذا بشهادة الفلسطنين أنفسهم ،وكان آخر شهادة للرئيس الفلسطيني محمود عباس، وأعتقد أن زيارة رئيس حركة حماس للمغرب ودول أخرى في المنطقة، ومنها موريتانيا واستثناء الجزائر من رحلته أكبر صفعة للنظام في الجزائر.

إن الرسالة والمخطط الذي يحمله لعمامرة واضح ،ولن يفلح ،وسيفشل النظام في الجزائر من تحقيق هدفه لأن الشعب المغربي ملتف حول ملكه للدفاع عن وحدة ترابه ،وعن السياسة التي ينهجها منذ توليه عرش البلاد.

مسيرتنا التنموية أوجعتكم، وسنحبط كل المخططات التي تستهدفونا بها زعزعة استقرار المغرب، فالصحراء المغربية خط أحمر، هذا هو موقف المغاربة يالعمامرة وفلسطين قضية كل المغاربة بجميع أطيافهم السياسية والتاريخ يسجل مواقف كل واحد .

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى