في الواجهةكتاب السفير

وتحققت النبوءة في حزب العدالة والتنمية (2)

isjc

* نورالدين زاوش

جاء في فصل “هلاك أبناك الحركة لا يعني هلاك الناس” الصفحة 17، من كتاب الجالية “اليسارية المقيمة بحزب العدالة والتنمية” الذي نشرته قبل أربع عشرة سنة: “فهذا رغم أنه مسؤول تربوي فهو منكب على قراءة كتب أخذها خلسة من معرض الكتاب في الجامعة، ولا تتحدث سوى عن النساء والجنس، حتى عُثر على ستة كتب من هذا النوع تحت وسادته صدفة، وهذا يدوس بقدمه قدم الأخت تحت الطاولة في مقر حركة التوحيد الإصلاح، وذاك يمشي أمام مرأى ومسمع الجميع، مع ابنة الحركة واليد في اليد بغير عقد شرعي، والآخر مختص في رسائل الهاتف المشبوهة، بعدما عبأ بطاقته من أموال المحسنين، الذين يتحملون نفقات الأنشطة الثقافية والدينية “لنصرة” الإسلام والمسلمين، وأمثال هؤلاء كُثر”.

إن إرهاصات الانحرافات الجنسية والأخلاقية قد ظهرت مبكرا في صفوف أبناء الحركة الإسلامية قبل أن يمتد شبحها إلى الحزب السياسي المعلوم؛ ورغم أننا نبهنا لخطورة ذلك في حينه، مخافة أن يستفحل الأمر ويصير قاعدة؛ إلا أن لا أحد قد أخذ الأمر على محمل الجد؛ حتى صار رئيس الحكومة يتغزل برجولته في البرلمان على المباشر. فلا عجب إذن أن يأتي اليوم الذي يخطف فيه وزيرنا المعلوم محبوبته من بين أحضان صديقه وابن حركته الإسلامية، ولا ضير أن تتخلص مناضلتنا الصنديدة، في الساحة الحمراء من بلد الأنوار، من الثوب المذكور في سورة “النور”، والذي كانت ترتديه في صور حملاتها الانتخابية، ولا غرابة في أن يتطور الأمر إلى درجة تصير فيها نائبة رئيس الحركة الدعوية تساعد نائب رئيس الحركة على ما تعلمون، ولعلها كانت تساعده أيضا على ما لا تعلمون.

لقد صارت الغرفة التي استحدثها وزيرنا المبجل في قلب وزارته الفاضلة، والتي أثثها بسرير وثير وحمام فاخر محط سخرية البعض، ومحط اشمئزاز وامتعاض الآخرين؛ ورغم أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قد أمرنا بإيجاد الأعذار للناس؛ إلا أن الرقع قد اتسع على الراتق، والغزوات الجنسية لإخواننا المتعطشين إلى إرضاء نزوات الجسد، بعدما ارتوت أرواحهم في وقت سابق أيام الدعوة المباركة، قد ملأت أخبارها صفحات الجرائد، واعتلت منصات القنوات الإعلامية في شتى بقاع العالم.

الإشكالية الخطيرة، أن هؤلاء القوم حينما يسقطون في براثين الرذيلة الرعناء، يبتدعون أعذارا أقبح من زلاتهم، كذلك المبرر الذي ساقه وزيرنا المحترم حينما التُقِطت له صورا قمة في الحنان والرومانسية، وهو يأخذ مُدَلِّكته من يدها بلا عقد شرعي، أو خِطبة، أو حتى زواج عرفي، وحتى لا أُمْعِن في خدش شعور القارئ الكريم، سأترفع عن ذكر مبرراته المقرفة، وكلي ثقة في نباهة القارئ وفطنته.

بعد ولايتين من ترؤس الحكومة الميمونة، يبدو أن الله تعالى سيكون رحيما بحزب العدالة والتنمية إنْ هو منعه من تزعم الولاية الثالثة قبل أن يكون رحيما بالشعب المسكين؛ وإلا فسوف نكون أمام عجائب وغرائب لا يستطيع أن يخبر بها الأب ابنه، ولا تجرؤ أن تحكيها البنت لأمها، ومن يدري، فلربما سوف يستحيي أن يرويها الزوج لزوجته.

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى