أقلام حرة

أسباب الركود الاقتصادي الذي تعرفه مدينة العيون سيدي ملوك

isjc

السفير 24 | حيمري البشير _كوبنهاكن الدنمارك

تعرف مدينة العيون سيدي ملوك إحدى حواضر المنطقة الشرقية التابعة لإقليم تاوريرت والذي يبلغ عدد سكانها حوالي ستون ألف ،تتكون من بلدية العيون، وأربع جماعات قروية هي جماعة عين لحجر المستفيذة من مداخيل وعائدات معمل الإسمنت الموجود في ترابها ثم جماعة تانشرفي ومشرع حمادي ،وكل الجماعات القروية الأخرى ليست لها مداخيل ،غالبية ساكنتها تعيش من الفلاحة ،والمنطقة معروفة بإنتاج الزيتون وقد انتظم الفلاحون في إطار تعاونيات وبدعم من وزارة الفلاحة ،حصلوا على تجهيزات مهمة واستطاعوا ،إنتاج زيت الزيتون وتسويقه للمتاجر الكبرى كما أن زيت الزيتون المحلي يتميز بجودة عالية وكان حاضرا في عدة معارض داخل المغرب وخارجه ،وقد وقفت شخصيا في معرض برلين السنة الماضية على مشاركة عارضين من مدينة العيون.

القطاع الفلاحي وإن كان يحقق الإكتفاء الذاتي لساكنة العيون سيدي ملوك من الخضر والفواكه لكنه لا يوفر فرص عمل لقطاع عريض من الذين يبحثون عن الشغل ، وهو عامل يؤزم الوضع الإقتصادي في مدينة العيون.

مدينة العيون تعاقب على تدبير مجلسها البلدي مع كامل الأسف منتخبون ، كانوا سببا في الوضعية التي تعرفها المدينة، بحيث انشغلوا بمشاريعهم الشخصية وبالخصوص الاستلاء على أراضي الجماعات السلالية وإقامة تجزءات سكنية لا تتوفر نهائيا على الشروط المفروضة احترامها وخير مثال على ذلك التجزئة المحايدة لثانوية الزيتون والوضعية المزرية لطرقاتها ،بحيث أصبحت تشكل عبءا كبيرا على المجلس البلدي الحالي.

إن الركود الاقتصادي الذي تعرفه المدينة راجع بالدرجة الأولى لتعثر الأشغال في التجزءات السكنية والتجاء بارونات العقار لإقامة مشاريع في مدن أخرى في وجدة والسعيدية والقنيطرة بأموال المنخرطين في الوقت الذي كان عليهم إتمام التجزءات السكنية ،حتى يستفيذ المجلس من مداخيل رخص البناء ،والاستفادة كذلك من مداخيل الضرائب على البقع الغير المبنية ،ثم الجمود الذي تعرفه كل التجزءات السكنية كان سببا رئيسيا في الركود الذي تعرفه قطاعات أخرى كالمتاجر التي تبيع الإسمنت وكل ماله علاقة بالبناء، إذا الأزمة التي تعرفها المدينة تفرض تدخل عاجلا من الجهات على مستوى الإقليم والولاية وعلى مستوى وزارة الداخلية ،ومطالب المتضررين من التجزءات السكنية وصلت للجهات العليا وينتظرون تدخلا من خلال أرسال لجان التفتيش وعدم التستر على الفساد ومحاكمة المفسدين مطلب أساسي لرد الإعتبار للمتضررين الذين استغل بارونات الفساد أموالهم واستثمروها في مدن أخرى.

إذا للخروج من الجمود الذي تعرفه المدينة لابد من تسريع الأشغال في التجزءات السكنية أولا ،والانتهاء من الأشغال معناه انطلاق عملية البناء واستفادة المجلس من مداخيل مهمة ،يستغلها في إتمام عدة مشاريع لازالت متوقفة الملعب والمسبح ،وكذلك صيانة الطرق داخل المدينة ومعالجة النفايات في المطرح القديم والتي تسببت في آثارسلبية جدا على صحة الساكنة.
يتبع ………………………

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى