الجيش الكرتوني لعصابة البوليساريو
السفير 24 – الدنمارك: ذ. حيمري البشير
الجزائر هي المسؤولة عن تجنيد الأطفال الصغار في مخيمات تندوف، وهي التي تمنع الأمم المتحدة بإجراء تعداد لسكان المخيمات، وهي التي تمول شرذمة البوليساريو بالأسلحة، وهي المسؤولة عن تجنيد الإرهابيين الأزواد في شمال مالي للإنظمام لهذه العصابة مقابل المال، وهي التي تعرقل إيجاد حل سلمي لهذا الصراع الذي دام أكثر من خمسة وأربعين سنة، وهي التي تركب على ملف الصحراء لإلهاء الشعب الجزائري عن قضاياه الأساسية وبالتالي لا تريد حلا لهذا النزاع.
والخاسر الأكبر مما يجري هم شعوب المنطقة بكاملها وتكاليف الصراع هو على حساب وحدة المغرب العربي الذي لم يتحقق بعد، وعلى حساب التنمية في هذه البلدان، والحملة الإعلامية التي تقوم بها الجزائر والتهديد الذي يمارسه جنرالات الجزائر ضد المغرب يقابله سياسة هجومية تخدم قضية الصحراء من خلال سحب العديد من الدول اعترافها بالبوليساريو وفتح قنصلياتها بالأقاليم الجنوبية وكان آخر الانتصارات السياسية اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء وقرب فتح قنصلية أمريكية بالداخلة، ثم قاعدة عسكرية أمريكية في الصحراء المغربية .
وإن كان الموقف الأمريكي قد عزز السياسة المغربية في بسط نفوذها على هذه الأقاليم ، فإن هذا الموقف في نفس الوقت بعث رسائل واضحة للجزائر وعصابة البوليساريو التي عاثت فسادا في معبر الكركرات وعرقلت عملية العبور في وجه العديد من الجنسيات ، كما أنهم عرقلوا التبادل التجاري مع العديد من دول الجنوب والذي كان يتم عبر هذا المعبر.
والتوتر الذي تعرفه المنطقة والتهديدات التي تقوم بها الجزائر وقرار البوليساريو إنهاء وقف إطلاق النار المبرم برعاية الأمم المتحدة، دفع برئيس الفريق البرلماني في بروكسل النائب الألماني الذي يقود فريق دعم البوليساريو بتقديم استقالته، لأنه يرى في موقف البوليساريو إعلان حرب مفتوحة ضد المغرب ، كما أن تراجع دعم الطبقة السياسية في أوروبا لم يقتصر على النواب اليساريين في البرلمان الأوروبي بل خطى نفس الخطوة رئيس الفريق الباسكي في البرلمان الإسباني مما شكل صفعة قوية للبوليساريو والجزائر.
الدبلوماسية المغربية بعد التطورات التي حدثت في ملف الصحراء والإستقالات التي توالت وسط الطبقة السياسية المدعمة لعصابة البوليساريو ، تسير في اتجاه فرض الحل السلمي لإنهاء الصراع الذي دام خمسة وأربعون سنة وعطل مشروع وحدة المغرب العربي الذي كان حلم الشعوب في المنطقة.
إن عودة التوتر في المنطقة والتهديدات التي رفعها الأزواد لدعم البوليساريو، يشكل تهديدا للسلم ليس في المنطقة فحسب ولكن لأوروبا .
إن عودة الإنفلات الأمني يعني عودة التطرف والإرهاب وعرقلة التنمية في المنطقة ، وهذا الذي جعل الولايات المتحدة تتقدم بمشروع قرار في الأمم المتحدة تدعم فيه مشروع الحكم الذاتي كحل سياسي لإنهاء الصراع في المنطقة ، وأعتقد أن الولايات المتحدة باتت تنظر بخطورة الوضع في المنطقة ، مما دفعها بالتفكير في قاعدة عسكرية في الصحراء لحماية الإستثمارات التي تريد القيام بها في الأقاليم الجنوبية.