في الواجهةكتاب السفير

زلة لسان رئيسة الوزراء الدنماركية

isjc

السفير 24 – الدنمارك: ذ. البشير حيمري

رغم الفاجعة التي حلت بأسرتي برحيل نضال الغالي المزداد بالدنمارك ،ألمتني زلة لسان رئيسة الوزراء ميتة فردريكسن عندما، اعتبرت الجيل المزداد في الدنمارك من أصول غير غربية مهاجرون، وهم في غالبيتهم لا علاقة لهم بالبلدان التي ينحذر منها آباؤهم.

تصريحات ميتة فردريكسن اعتبرها غالبية الشباب المزداد هنا غير مقبولة ومستفزة ، بل يرونها خطاب سياسي ، ما كان ليكون في ظل التحول الذي يعرفه المجتمع الدنماركي.

وكمناضل سياسي في الحزب الإشتراكي الديمقراطي ورب أسرة في نفس الوقت ، فإني لم أقبل ولن أقبل تصريحات رئيسة الوزراء في حق أبنائي وكل الشباب المزدادين هنا، لكون آبائهم ينحذرون من أصول عربية. لا أدري الأسباب التي جعلتها تعتمد خطابا يمينيا مستفز ا .

عزيزتي ميتة عليك أن تعلمي أني ربيت أبنائي على القيم المشتركة التي تجمعنا مع المجتمع الذي اخترنا العيش فيه ،وأن فلذة كبدي كانوا ناجحين في دراستهم ، وأن أصدقاءهم كانوا دنماركين وأن العديد منهم صدموا بوفاة واسطة العقد من أبنائي وأنهم لأول مرة، يحضرون جنازة في مسجد مغربي ومعهم شابات وفاءا للصداقة التي جمعتهم مع عزيزي نضال.

عزيزتي ميتة أدعوك لمراجعة مواقفك فتصريحاتك الأخيرة موجعة للجميع، كان من الضروري أن تسمي الأمور بمسمياتها، فالذين يرتكبون الجرائم التي أشرت إليها لاعلاقة لهم بالجيل المزداد في الدنمارك ، بل أطفال شوارع منتشرون في العديد من الدول الأوروبية وليسوا كلهم من الضفة الجنوبية، بل فيهم الغجر الوافذون من أوروبا الشرقية، سنكون مع وضع حد لهذه الجرائم انطلاقا من مقترحات تحفظ حقوق الإنسان ، وعلى الحكومة الدنماركية أن تتقدم بمخطط لحل مشكل الأطفال المغاربة القاصرين ، وهم الذين يقومون بأعمال تسيئ لصورة المغرب، في غياب تام للدبلوماسية المغربية التي تتحمل كامل المسؤولية فيما يجري.

وأخيرا أدعو رئيسة الحكومة لتعزيز علاقات الدنمارك مع المغرب الذي يعتبر شريكا أساسيا مع الإتحاد الأوروبي، خصوصا وأنها تقدمت باقتراحات سابقا لإقامة مراكز لإيواء اللاجئين، وهو المقترح الذي رفضه المغرب، ونصيحتي للشباب من أصول مغربية الذين فيهم المثقف والإطار من أطباء ومهندسون وأطر عليا ، أن يصححوا الصورة التي تحملها رئيسة الوزراء عن الشباب الدنماركي من أصول مغربية ، وعليها أن تعلم أن ولاءهم للدنمارك البلد الذي ولدوا فيه لاجدال فيه ، وعليكم أن تعلموا أن الجيل المزداد هنا متشبث بالقيم الإنسانية وسيبقون متشبثين بهذه الأرض ولن يفارقوها أحياء أو أمواتا .

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى