كتاب السفير

من يتحمل مسؤولية مغاربة العالم العالقين بالمغرب

le patrice

السفير 24 – الدنمارك: ذ. حيمري البشير

لماذا لحد الساعة لازالت الحكومة المغربية تعرقل خروج مغاربة يحملون جنسيات مزدوجة من المغرب، ويأتي في مقدمتهم مواطنون فرنسيون وبلجيكيون وهولنديون؟

لماذا تعاملت الحكومة المغربية بطريقة تختلف ولم تعرقل عودة مواطنين مغاربة يحملون الجنسية الكندية، والدنماركية؟ ماهي الأسباب والدوافع التي جعلتها تتخذ قرارات غير مسؤولة و مؤلمة في حق مواطنين مغاربة حققوا المواطنة الكاملة في بلدان الإقامة وحملوا جنسياتها وأصبحت هذه البلدان التي يحملون جنسيتها تطالب الحكومة المغربية بتبرير موقفها في رفض مغادرتهم.

رغم أن هذا القرار قد استفاذت منه جنسيات ذكرتها، قضية ذوو الجنسية المزدوجة العالقين في المغرب سببت مشاكل كبيرة لأكثر من أربعة آلاف من دول البنليكس وحدها، والكثير منهم فقدوا مناصب شغلهم ،فضلا عن المشاكل العائلية التي ترتبت عن سوء تدبير هذا الملف.

لماذا تفاعلت وزارة الخارجية بإيجابية في ترحيل العديد من المواطنين من كندا ،الدنمارك، كوريا الجنوبية وسهلت عودتهم بدون مشاكل، المتتبعون لهذا الملف لم يستوعبوا الخطاب المزدوج للحكومة المغربية في تدبير مشكل العالقين في المغرب، فهؤلاء لايشكلون خطرا عند مغادرتهم لأرض المغرب، ويعتقد العديد من المتتبعين الذين لم يعودوا يفهمون السياسة العقابية التي يتعرض لها مغاربة العالم منذ إغلاق الحدود، فالكثير أصبحوا بسريان القرار غير مرحب بهم، وسدت الحدود في وجهم لأنهم اعتبروا حاملين للفيروس ورجعوا من حيث أتوا ، وهي صفعة ستبقى في ذاكرتهم حتى يلقوا الله، في الوقت أن العديد من البلدان في العالم سارعت في ترحيل مواطنينها.

والسؤال الذي يطرحه مغاربة العالم لماذا لازالت الحكومة المغربية لاتتجاوب مع طلب الحكومتين الهولندية والبلجيكية في عودة العالقين بالمغرب؟ رغم أن عودة هؤلاء لاتشكل خطرا على الوطن؟ولماذا تستمر الحكومة في سياسة اللامبالاة وإهمال المغاربة العالقين في العديد من الدول ،تركيا ،مصر ،دول الخليج إسبانيا، رغم أن وزارة الخارجية المغربية تتحمل مصاريف إقامتهم في البلدان التي ذكرت وفي أخرى يعيش فيها مواطنون مغاربة ظروفا صعبة، بحيث أصبحوا مشردين في الشوارع ومعرضين للإصابة بهذا الوباء.

أزمة كورونا بينت بالملموس أن السياسة الخارجية المغربية إرتكبت أخطاء قاتلة في حق حاملي الجنسية المزدوجة لمغاربة العالم، وفي حق مغاربة آخرين ذهبوا للسياحة ووجدوا أنفسهم في مأزق بعد إغلاق الحدود.

معاناة العديد منهم سيكون لها آثار سلبية جدا في علاقاتهم مع بلدهم المغرب، وسيترتب عليها تبعات لاتخدم مصلحته وهو الذي يوجه نداءات يومية لمغاربة العالم من أجل التضامن والمساهمة في صندوق كورونا، فكيف سيقبلون بهذه المعاملة القاسية التي تعرضوا لها من طرف مسؤولين في حكومة بلدهم، في الوقت الذي يطالب فيه مسؤولون في بلدان الإقامة بإطلاق سراحهم وتسهيل عودتهم.

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى