من مع الشرعية الدولية في ليبيا ومن هم ضد الشرعية ومع الفوضى الخلاقة؟
السفير 24 / الدنمارك: ذ. البشير حيمري
المغرب وفي إطار دعم استقرار ليبيا ، لعب دورا مهما في اتفاقية الصخيرات لإنهاء الصراع بين الفرقاء المتصارعين، وانبثق عن هذا الإتفاق حكومة الوفاق الوطني الليبية.
إلا أن مايجري حاليا من مؤامرات، عربية يتزعمها الثالوث المتورط في كل المستنقعات وبؤر التوتر ، مصر الإمارات والسعودية، وقد أصبحوا أعداء الأمة الإسلامية والعربية، يبدولون قصارى جهودهم لنسف اتفاق الصخيرات بدعم الجنرال حفتر، الذي يقود حربا ضد الحكومة الشرعية المعترف بها من طرف الأمم المتحدة ومجلس الأمن وغالبية دول العالم.
مايجري في ليبيا حاليا هو ضرب الشرعية الدولية التي حرص المغرب على تحقيقها في ليبيا ، وكذلك تسهيل التدخل الإسرائيلي في منطقة البحر الأبيض المتوسط للتنقيب عن الغاز والنفط في السواحل الليبية، وتهديد السفن التركية للوصول الى الموانئ الليبية.
يبدو أن هناك تكتل عربي إسرائيلي ،لضرب الشرعية في ليبيا وضرب مصالح القومية العربية والإسلامية في أكثر من بلد وعلى جميع المستويات، هناك مجموعة من بؤر التوتر في الوطن العربي، بسبب مؤامرات دول عربية وبدعم من الولايات المتحدة.
المغرب بقيادة جلالة الملك وسياسته الحكيمة استطاع أن يواجه المؤامرات انطلاقا من مقاطعة المؤتمرات العربية، ورفض عقد القمة العربية بالرباط لأسباب معروفة ،فانعقدت في موريتانيا. الملك وقف ضد الحصار المفروض على قطر وكان استثناءا في العالم العربي.
المغرب انسحب من عاصفة الحزم وغير موقفه من الحرب على اليمن، ولم يدخل في مستنقع سوريا ،ولم يستقبل لحد الساعة السيسي ولا الوزير الأول الإسرائلي الذي زار أكثر من دولة خليجية، المغرب لم يتدخل فيما يجري في الجزائر.
الثالوث العربي الذي ذكرتهم يتآمرون على النموذج الديني المغربي في أوروبا بدعم من مرتزقة وخونة مغاربة، وقد فضحهم جنود الخفاء في شتى الواجهات ونراهم اليوم قد غيروا وجهتهم لأوروبا الشرقية، ونيوزيلاندا وأخيرا البرازيل ، وهم بذلك يقودون مايسمى بالإرهاب الجديد.
ليعلم الجميع أن المغرب يؤدي ثمنا باهضا لمواقفه في جميع القضايا وحتى عرقلة دخول المغرب في الإتحاد الإفريقي والدور الذي أصبح يلعبه السيسي ، ولقاء الإستثمار الذي تسعى السعودية والإمارات ، وستجمع دول لها باع في التآمر وبعض الدول الإفريقية، ثم التغلل الإماراتي جنوبا في موريتانيا لبناء ميناء نواديبو على بعد أميال من ميناء الداخلة الذي قرره المغرب، ولاننسى الدور الخبيث الذي أصبحت تلعبه الإمارات لمنافسة النموذج المغربي للتدين ، بقيادة عبد الله بن بية، والهجمة الشرسة للمصريين عبر تكوين الأئمة ، والذي كان المغرب سباقا إليها بل أصبح رائدا في هذا المجال في تكوين الأئمة والمرشدين في عدة دول إفريقية.