* سعيد بوغالب
انتشرت الكتابات الحائطية بجرسيف التي تطالب برحيل عامل جرسيف حسن ابن الماحي .
تفجرت الكتابات بعد السخاء الحاتمي في توزيع مئات الهكتارات من الأراضي السلالية على ذوي الحظوة والمال، فبدأت من وسط المدينة ثم انتقلت الى مركز تادارت المعروف بديناميته السياسية ثم انتقلت الكتابات الى دوار غياطة وهاته المرة مشيرة الى التلاعبات في تعيين أعوان السلطة .
وتوج المسلسل الاحتجاجي على عامل الاقليم برفع شعارات تطالب برحيله في الاحتفال العمالي في فاتح ماي، ومنذ مدة والاعلام الورقي والالكتروني يسيل حبره حول عامل جرسيف، وحول ما يتخبط فيه الاقليم من ريع وفساد وشطط في استعمال السلطة حتى باتت جرسيف حديث العام والخاص .
لم ينج حتى رجال سلطة من بطش العامل، اذ تطرقت عدة جرائد الى ماتعرض له أحد القياد من اهانة على يده، وقد دفع الثمن غاليا أحد الموظفين في مدينة جرسيف والذي كان رئيس تحرير موقع الكتروني، اذ بعد تماديه في محاولات طمس ملف الأراضي السلالية وتكذيب صور الكتابات الحائطية وجمع التوقيعات لصالح العامل والاستهزاء بالمطالبين برحيله ؛ فقد مكانه في الموقع .
جرسيف يملك من الأراضي الشيء الكثير لكن التوزيع الاستنزافي لها سيهدد الاقليم ويجعل أهل الجاه والمال والحظوة يسيطرون على المدينة والاقليم .ويحجزون الهكتارات ليوم ما للتجزئات والاقتصاد العائلي والمشاريع ذات الربح السريع التي لا تفيد الساكنة .
أصبحت جرسيف عمالة منذ 2010، لكن لا زالت غالبية السكان تقطن أحياء الصفيح كحمرية وغياطة وحمو وسيدي بنجعفر ولا زالت الطرقات محفرة والفرعيات المدرسية بدون ماء ولا مراحيض والمستشفى غالبا ما يحيل المرضى الى مدينة وجدة أو مدن أخرى وساكنة الجبال تعاني البرد والفقر وقلة وسائل النقل وموت الماشية .
كما أن شجرة الأرز أبيدت واكليل الجبل يستنزف والاعشاب الطبية تقتلع بلا هوادة ، وملاعب الكرة بدائية ولا وجود لمعاهد للموسيقى والثقافة، ولا تكاد تعثر على التخصصات الطبية .
احتقان شعبي وصل مداه حتى طالب برحيل عامل الاقليم، الذي رغم كونه جاء من الشؤون الداخلية بولاية جهة الشرق لم يستثمر مجال اشتغاله لتجنب الاحتقان والاحتجاج، اذ بدل الحفاظ على رأس مال جرسيف وهو الأرض، أطلق العنان لعملية الاستنزاف فجعل الاقليم مسرحا للاحتجاج في وقت يصبو الناس للسلم والطمأنينة نظرا للأحداث المؤلمة التي تعرفها دول الجوار والعالم بصفة عامة .
هل يتدارك عامل جرسيف الوقت ويعمل على تنمية الاقليم والحفاظ على أرضه، أم أن رحيله بات مسألة وقت فقط ؟
