كتاب السفير

الرسائل التي بعثها البابا ليس فقط للمغرب وإنما للعالم على أرض المغرب

isjc

السفير 24 | الدنمارك: ذ. البشير حيمري

زيارة البابا للمغرب اليوم رسالة للعالم ولأتباع الديانات السماوية الثلاثة، بأن المغرب بلد التعايش والتسامح. استقبال جماهيري كبير يعبر عما تشبث المغاربة بالقيم المشتركة التي تجمع الديانات السماوية الثلاثة، على أرض اللقاء المغرب.

وقد كان خطاب جلالة الملك معبرا عن الرمزية التاريخية المبنية على التلاقح الثقافي الذي عرفه المغرب منذ مئات السنين، وتواجد البابا هو في حد ذاته تعبيرا على استمرار العلاقات التي كان المغرب حريصا على تمتينا مع بابا الفاتكان.

جلالة الملك ألقى خطابه بلغات متعددة، تعبيرا على إيمانه بالتعدد الثقافي الذي أصبح عليه المجتمع المغربي، وهو في نفس الوقت خطاب من أمير المؤمنين ضامن الوحدة والحقوق لكل مكونات المجتمع المغربي من أتباع الديانات السماوية الثلاثة.

الملك أكد بهذه المناسبة على العودة من جديد للإهتمام بالدين من أجل تحقيق القيم الروحية، وأشار إلى الدور الهام الذي أصبح المغرب يلعبه بعد لقاء مراكش للهجرة، وهو ضمان الكرامة للمهاجرين على أرض المغرب من أتباع الديانة المسيحية.

كلمة البابا كان لها وقع إيجابي لاسيما بعد الإستقبال الذي خصص له، وقد شكر الملك على الدعوة التي وجهها له، وشكر كذلك الشعب المغربي.

فالبابا سعيد بمعرفة شعب المغرب وفرصة لحوار حضاري بين الديانات السماوية والضامن للسلم والسلام في العالم. كما دعا البابا  إلى ضرورة توحيد الجهود لتجاوز الخلافات بين أتباع الديانات السماوية، والتعاون والحوار والتسامح والتعايش أفضل وسيلة لمحاربة التطرف والغلو والإرهاب والكراهية. ومن أجل بناء متماسك يجب تخطي التوتر من أجل فتح روح من التضامن، ولتكن القيم المشتركة مرجعا لناجميعا لتحقيق السلم والسلام.

البابا دعا إلى الحوار بين الديانات السماوية الثلاثة، ويجب الإنتقال من التسامح إلى احترام الآخر، رغم الإختلاف وضمان كامل حقوقه في المجتمع، ويبقى ضرورة احترام الأقليات العرقية واجب رغم اختلاف معتقداتها الدينية.

البابا تحدث عن مؤتمر الهجرة في مراكش والدور الكبير والإيجابي الذي أصبح يلعبه المغرب لتسوية وضعية العديد من المهاجرين وضمان الحقوق لهم، وتنويه البابا بالعمل الكبير الذي يلعبه المغرب يجعله نموذج يقتدى به في العالم، كما طالب البابا من المسيحيين في المغرب أن يكونوا خداما للمجتمع الذي يعيشون فيه وشكر الشعب المغربي وأضاف مصطلح بالدارجة المغربية، “شكرا بزاف”.

تجدر الإشارة أن زيارة البابا، كانت فرصة للتأكيد على إثارة قضية القدس كمدينة يجب أن تجمع الديانات السماوية الثلاثة، مدينة السلام وقد تم توقيع نداء القدس، وهو في حد ذاته له أبعاد كبيرة يجب أن يستوعبها العالم.

القدس يجب أن تكون أرضا للقاء متعددة الأديان وحرية الولوج فيها لممارسة الطقوس الدينية لأتباع الديانات السماوية الثلاثة.

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى