في الواجهةمجتمع

مطرح للنفايات يحول حياة سكانٍ إلى جحيم بضواحي مراكش..والمجلس الجماعي خارج التغطية

isjc

السفير 24 / يوسف شنغاوي

لم تحتج جمعيات المجتمع المدني بالجماعة القروية المنابهة بمراكش، الكثير من  الكلام للبرهنة على فظاعة المعاناة التي يتجرعها سكان هذه الجماعة، الواقعة على بعد بضعة كيلومترات من مدينة مراكش، بسبب مطرح للنفايات لا يبعد عن بيوتهم سوى بأقلّ من مائة متر، ويتجرعون سمومه بالليل والنهار.

وفي اتصال هاتفي بجريدة “السفير 24” الالكترونية، صرحت فعاليات المجتمع المدني بالمنطقة أن: “الخْنز خْنقنا، والدراري ديالنا كيمرضو بسباب هاد الزبالة..”، أبناءنا أصبحت تنتشر في جسمهم بقع حمراء ممتدة تحت الابط وسببها هو السموم المنبعثة من مطرح النفايات المجاور لبيوتنا.

وسط مطرح النفايات بجماعة المنابهة بمراكش، تتواجد الغربان التي يُضفي لونها الأسود القاتم قتامة على المكان. أما الرائحة المنبعثة من شتى أنواع النفايات المرمية في المطرح، من نفايات منزلية ومخلفات السمك والجيَف، فتصيب المرء بالدوران، وتطرح سؤال لماذا اختار سكان المنابهة أن يسكنوا في هذا الفضاء الموبوء؟

حسب شهادات المتصلين بالجريدة، أكدوا لنا أنهم كانوا يعيشون هنا منذ مدة، وفي سنة 2016 قام مسؤولو المجلس الجماعي بمراكش بخلق هذا المطرح المميت الذي يهدد صحتهم وصحت أطفالهم بالمرض والأوبئة.

الروائح “النفاثة” المنبعثة من مطرح النفايات تصل إلى عُمق الحي السكني المجاور الغارق في التهميش، إذ أن أغلب بيوته لم يستطع قاطنوها حتى إخفاء معالم الأجور بالطلاء، بسبب حالتهم الاجتماعية الضعيفة، ويقول السكان إِنهم يعيشون على الدوام تحت سحابة قاتمة من أدخنة المطرح.

وأضاف أحد الجمعويين لـ “السفير 24” بالقول : “اللهم إن هذا منكر، الزبالة قهراتنا، وقهرونا الدخاخن ديالها، وحتى شي مسؤول ما بغاش يشوف من حالنا، هوما عندهم كي الربح كي الخسارة، وحنا كنعانيو”.

لا تنتهي معاناة سكان جماعة المنابهة بمراكش أبدا، ففي ساعات النهار تُفرغ شاحنات الشركة المكلفة بالنظافة الأزبال في المطرح، ويلخّص مواطن حالة الحي لحظتها بالقول “ديك الساعة ما تقدرش تكون هنا في دارك”. وأضاف في الليل، لا يلقى السكان حلا آخر غير إيصاد نوافذ بيوتهم في انتظار أن يأتي الفرج الذي طال انتظاره.

ويبدو أن انتظار الفرج طال، فبعد مرور حوالي أربع سنوات، يقول السكان إن أبواب جميع المسؤولين موصدة في وجوههم، بالرغم من أنهم راسلوا المجلس الجماعي عدة مرات، وأصبحوا يفكرون في خوض عدد من الوقفات الاحتجاجية، للتعبير عن معاناتهم،  وأكدوا بالقول: “وملي كاتمشي فعاليات المجتمع المدني باش تشكي  للمجلس الجماعي تجد الأبواب موصدة في وجوههم.

فاعل جمعوي اخر بالمنطقة، أكد أن مسؤولو مدينة مراكش على علم بمعاناة السكان المجاورين لمطرح النفايات بالمدينة؛ “لكنّ كل ما يقومون به هو أنهم كايعطيونا شْلّة وعود، وما كاينفدوهاش”، مضيفا أن السكان قاموا بوضع عدة شكايات لرئيس المجلس الجماعي بمراكش، لكن مصيرها الاهمال ثم الاهمال، لا حياة لمن تنادي.

وختم المتصلون حديثهم مع “السفير 24“، أنهم منذ أن تم وضع هذا المطرح بجوار مساكنهم ومعاناتهم تزداد يوما عن اخر، وأضافوا أن شكاياتهم لم تجد ادانا صاغية من المسؤولين، الذين ضربوا المواثيق الدولية التي صادقوا عليها في القمة العالمية حول التغيرات المناخية “كوب 22” التي احتضنتها مدينة مراكش المغربية، بعرض الحائطن، متناسين صوت الشعب الذي وضعهم في هذه الكراسي التي أصبحوا جالسين عليها بفضلنا، اللهم انا قد بلغنا فشهد، خاتمين كلامهم. 

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى