في غياب دبلوماسية مغربية محنكة…المغرب سيخسر قضية الصحراء في الدنمارك ودول الشمال
السفير 24 | الدنمارك: ذ. البشير حيمري
قلت في مقال سابق أن حادثة إمليل ربما يكون من ورائها خصوم يتربصون باستقرار المغرب ووحدته الترابية، ولم أستبعد تورط البوليساريو والجزائر في الجريمة التي وقعت لأنهما يراهنان على مواقف الدول الإسكندنافية في دعم مشروع الإنفصال.
المغرب يعاني في الدول الإسكندنافية ولم يشفع تعيينه لنساء على رأس الدبلوماسية في الدنمارك والنرويج على كسب النقاط، لم تستطع الدبلوماسيتين إقناع اليسار في الدولتين الإسكندنافيتين، وبات شبه مؤكد أن هناك إجماع في كل دول الشمال، بعد الجمود والفشل الدبلوماسي تبين أنه سيكون تغيير في مواقف هذه الدول فيما يخص قضية الصحراء الوطنية.
الجزائر لم تتأخر في طلب ود دول الشمال ،ولم يمضي على حادث إمليل سوى أسبوعين ويقوم وزير الخارجية الجزائري ،عبد القادر مساهل ،بزيارة رسمية ،يومه الأربعاء للدنمارك تدوم يومان، سيلتقي فيها مع وزير الخارجية الدنماركي ،ووزير البيئة، وقد طلب عقد لقاء مع النواب الدنماركيين أعضاء لجنة الخارجية، لمناقشة الوضع في الجزائر والوضع في المنطقة.
تزامن الزيارة مع الصراع الذي يعرفه النسيج الجمعوي مع السفيرة سيكون له أثر سلبي جدا على القضية الوطنية، ومواقف السفيرة السلبية اتجاه الفعاليات السياسية المغربية الحاضرة في أحزاب دنماركية سيكون له تبعات سلبية جدا، آن الأوان لكي تتحرك الخارجية المغرب في غياب الدبلوماسية الرسمية للهجوم بدل الدفاع.
إن زيارة عبد القادر مساهل صاحب التصريحات والإتهامات الموجهة لشركة الخطوط الملكية بنقلها للمخدرات لإفريقيا، وللنفوذ الذي أصبح للمغرب في إفريقيا، في مجال الأبناك والإستثمار بأنه تبييض لأموال المخدرات، سيواصل نشر المغالطات والسموم وسط لجنة الخارجية في البرلمان الدنماركي.
إننا أصبحنا في أمس الحاجة إلى دبلوماسية محنكة تمتلك اللغة الإنجليزية والقادرة على إقناع السياسيين الدنماركيين، فمنذ التحاق السفيرة المغربية بالدنمارك لم تعقد اجتماعات تواصلية مع منظمات المجتمع المدني مع الكفاءات المغربية على مستوى الجامعة ،والقادرة على الدفاع على مصالح المغرب .وعندما تغيب السفيرة دور الدبلوماسية الموازية وتقضي أوقاتها في تنظيم الحفلات ،أوعندما تعقد لقاءا فإنها تقصي الفعاليات التي لها حضورا ومتابعة لما يجري في الساحة السياسية وتستدعي أناسا لاعلاقة لهم بالعمل الجمعوي.
إن زيارة مساهل للدنمارك دليل على أن الجزائر عازمة على بذل مجهود لكي تغير الدول الإسكندنافية مواقفها فيما يخص الصحراء ولا نرغب أن تنضاف الدول الإسكندنافية للولايات المتحدة التي ستغير من مواقفها بعد وصول جون بولطون كمستشار للرئيس ترامب.
إننا بحاجة لإعادة النظر في الدبلوماسية المعينة في الدول الإسكندنافية ولن أحكم على الدول الأخرى ولكن أعتبر أن السفيرة المغربية في الدنمارك، قد فشلت فشلا ذريعا ونجح السفير الجزائري في ترتيب الزيارة لوزير خارجية بلده، والتي سيترتب عنها تبعات على قضية الصحراء.