وجهة نظر فيمن وصف حقوقيين ب “المسترزقين”
السفير 24 | الدانمارك: ذ. البشير حيمري
لم أكن أرغب مطلقا في الدخول في جدل مع أي كان في الداخل أو الخارج ،ولكن وجهة نظر أثارت خميرة غضبي من مقال يتعلق بالتعين الذي كان بالأمس على رأس المجلس الوطني لحقوق الإنسان ،من طرف جلالة الملك.
وعندما يخرج فاعل جمعوي بانتقادات مسمومة وساخرة للمناضلة أمينة بوعياش وإدريس اليزمي ،فإنه انتقاد مباشر لجلالته الذي كلفهم بهذه المهمة ،بحيث في نظر المنتقد وصاحب الخرجة أن التعيين غير صائب وأن أمينة لا تستحق أن تكون في هذا المنصب وهي التي اكتسبت خبرة وتجربة في الممارسة الحقوقية ،بفضل المهام التي تحملتها على رأس منظمات حقوقية أختلف معه كليا فيما قاله وتبخيسه للمجهودات التي قام بها إدريس اليزمي ولو أنه واجه إكراهات كبيرة في تدبيره لهذه المؤسسة النموذجية في العالم العربي ،فإن في الحقيقة قام بعمل كبير ،وكان لزاما عليه أن يكون أكثر جرأة وشجاعة للفصل في الكثير من القضايا كملف الحسيمة والذي وقف بجانب أسر المعتقلين لكنه كان سلبيا في انتقاد الإنتهاكات التي حصلت ولم يتابع ملف الشباب الذين تم إحراقهم في المؤسسة البنكية بالحسيمة ولحد الساعة لم تنجلي الحقيقة.
علينا كمغاربة أن نعتز بالتقدم الحاصل في مجال حقوق الإنسان، وإذا قام الملك بتكليف أمينة بوعياش بهذه المهمة فعلينا أن نفتخر لأن هذا التعيين هو تفعيل للمناصفة التي نناضل من أجلها ،وهو كذلك ردا للاعتبار للمرأة المغربية التي تحملت المسؤولية سواءا على رأس هذه المؤسسة أو كوزيرة.
تعيين بوعياش تحدي جديد لها لكي تتجاوز الإكراهات والأخطاء التي وقع فيها سلفها وعلينا أن نسادها في هذه المهمة عوض أن نحبطها بانتقادات غير موضوعية، أعتقد أنها بالخبرة والتجربة التي راكمتها قادرة على تدبير هذه المؤسسة وتجاوز الإكراهات الموجود، وتعيين الملك لها في هذا المنصب جاء لهذه التراكمات والخبرة التي جمعتها والكلمات التي قيلت في حقها رسالة تشجيعية لها لمواصلة معركة حقوق الإنسان في بلادنا.