اسماء لا تنسى | الشهيد اكزول العربي..شهيد حرب الصحراء وشهيد الجيش المغربي
محمد اكزول
ولد سنة 1936 بجماعة تكوكة تارودانت، استشهد في 28/02/1976 بتُوكَّتْ تفاريتي بالسمارة ولم يتم الإعلان عن استشهاده رسميا إلا في 31/05/2015.
التحق والدي بالجيش الملكي سنة 1956 اي منذ تأسيسه وتم اعفاؤه نظرا لظروفه الصحية سنة 1961، و في 1974 حيث بدأ الملك الراحل الحسن الثاني ترتيباته للقيام بالمسيرة الخضراء لتحرير المنطقة الجنوبية، عندها تم استدعاء والدي من جديد لصفوف الجيش وكان ذلك في يوم من ايام غشت 1974، حيث جاءت سيارة دجيب للدرك الملكي وعلى متنها دركيين ولم تقف حتى باب البيت خرج اليهم ابي وتبادلوا التحية واستضافهم واكرمهم فقالوا له اتكرمنا وقد جئنا لنأخذك إلى المعركة فقال لهم: إكرام الضيف من شيمنا وتلبية نداء الوطن واجب وشرف لنا والشهادة مقصدنا.
ذهب والدي معهم وانا ابن ثمان سنوات واخي ست سنوات ترك لنا والدي رحمه الله 30 رأسا من الغنم ارعاها لوحدي في الغابة، لامعين ولارحيم غير الله ولقد اتبت الذئب المفترس في الغابة انه ارحم بي وبغنمي من وطني.
جاء والدي للإجازة مرتين فقط وبعدها انقطع الخبر وغاب معه الأثر، ونحن صغار لا تعليم ولارعاية غير رعاية الله لعباده.
في اواخر سنة 1976بدأت المبادرة من ابن عمة لي باكادير حيث ربط اتصالاته بالقيادة العليا للقواة المسلحة الملكية للمنطقة الجنوبية باكادير حيث امروه بالتوجه الى بزكارن حيث يتمركز الفيلق 31 الرجيمة السادسة الذي ينتمي له والدي رحمه الله.
ذهب ابن عمتي الى قلعة بزكارن فامروه بإحضارنا مع بعض الوثائق، ولما حضرنا اعطيناهم الوثائق فسلموا والدتي، مبلغا من المال لايتجاوز 9000 درهم ولم يعطونا اي معلومة رسمية عن والدي رحمه الله.
وفي اواخر 1976جاءنا عون السلطة يخبرنا بوفاة والدي ثم بعد ذلك جاءنا رجال الدرك بشهادة الوفاة من بلدية التوارك بالرباط والمؤسف هو تلاعب المسؤولين العسكريين بمصير الشهداء حيث سحبوا منا شهادة الوفاة من جديد وصنفوا والدي رحمه الله في عداد المفقودين.
بعدما تسلمنا 9000 درهم استقر الراتب الشهري في 400 درهم فقط ونحن ثلاثة افراد ولولا عمتي التي آوَتنا في بيتها ورعتنا بكل ما تحمل الكلمة من معنى فاطعمتنا وكستنا وعلمتنا من مالها الخاص ومال اولادها ولولاهي لكنا والله اعلم في عداد المشردين ولكن الله سلم.
هذا في الوقت الذي تغدق فيه الإمتيازات على الجنود المحظوظين بحينا وخصوصا اصحاب الرتب من النقل المدرسي والمؤونة الشهرية والموسمية كالأعياد والدخول المدرسي والتسجيل في المخيمات الصيفية كل هذانراه بأم اعيننا وراتبنا الشهري لم يتجاوز 400 درهم لا هي كفتنا في اجرة السكن ولا المعيشة ولا التمدرس والتطبيب والدواء خصوصا وان والدتي تعاني من مرض القلب والروماتزم ومفروض عليها القيام بفحوصات طبية مستمرة.
وهكذا اصبحت صوائرنا لا تقل آنذاك عن 1500 الى 2000 درهم شهريا ودولتنا بأطرها ومؤسساتها الضخمة وخبرائها العسكريين حددت مبلغ 400 درهم كأجرة شهرية لأسرة شهيد سقت دماؤه ارض الوطن.
حفاظا على تربته واغراسه من نار احرقت الأخضر واليابس وخلفت 30 الف شهيد، هذا كله غيظ من فيض وقع في دولتنا العريقة بينما تعلق الأوسمة للفنانين والفنانات وتصرف على موازين المليارات.
لك الله ياوطني ولكم الجنة ايها الشهداء
عضو المكتب الوطني للجمعية الوطنية لأسر شهداء ومفقودي واسرى الصحراء المغربية