أقلام حرةفي الواجهة

مغاربة الدنمارك يحيون ذكرى المسيرة منقسمين

le patrice

السفير 24 | الدنمارك: ذ. حيمري البشير

في جو استثنائي أحيا مغاربة الدنمارك الذكرى الثالثة والأربعون لاسترجاع الأقاليم الجنوبية، مناسبة اعتادوا على الإحتفال بها، وكنا مع كامل الأسف هذه السنة ٫نتطلع لحضور كل الفئات وبمشاركة فعاليات سياسية دنماركية حتى تعرف أكثر حقيقة الصراع في المنطقة وتساهم بدورها في توضيح الصورة للرأي العام والنخبة السياسية في هذا البلد، لكن لم نكن في الموعد ٬مرة أخرى.

آن الوقت ليتحمل الجيل الثالث من أصول مغربية المسؤولية. و هذه الذكرى هي المناسبة ليعبروا فيها عن انتمائهم المغربي وعن سعادتهم لمعرفة تاريخهم المجيد، والمساهمة بدورهم بعد دراسة معمقة لتوضيح الرؤية أكثر لدى كل الفئات العمرية في المجتمع الدنماركي، عن حقيقة الصراع في المنطقة، وتاريخها الذي كان باستمرار حافلا بالأمجاد و الحضارات التي تحكي عن المرابطين والموحدين والمرينيين والسعديين والعلويين، حضارات طبعها التسامح والتعايش .وعبر التاريخ كانت الأقاليم الجنوبية امتدادا للمغرب ،وأثبت ذلك القضاة في محكمة لاهاي الدولية.

لكن أن تتجند فعاليات جمعوية منذ شهور لجعل محطة هذه السنة استثناءا واستغلال القرارات الصادرة عن مجلس الأمن ويوجهون دعوات عدة لجهات عدة بما فيها رئيسة البعثة الدبلوماسية، تفاجؤهم في الأمتار الأخيرة من المناسبة بتنظيمها لقاءا بالمناسبة لأنصارها، وتعمق الصراع داخل النسيج الجمعوي الذي يتجه لعواقب ليس في مصلحة بلادنا .خلال سبع وعشرين سنة في الدنمارك وتعاقب عدة سفراء كانت مبادرة إحياء ذكرى المسيرة الخضراء تأتي دائما من النسيج الجمعوي وهم الذين يبادرون لتوجيه الدعوة للبعثة الدبلوماسية، وهم القادرون على التواصل مع المجتمع الدنماركي أحزابا ومنظمات، الشيئ الذي لا تمتلكه السفيرة ولا تسمح لها قوانين البلد بالإنفتاح أكثر من اللزوم.

وأذكر الذين اقترحوا عليها من بعيد بالدخول غمار المنافسة وإذكاء الصراع الجمعوي أنهم أساؤ المصلحة الوطن، وأساؤوا للقضية، فالبعثة الدبلوماسية ماكان عليها أن تؤجج هذا الصراع القائم داخل النسيج الجمعوي، وأعتقد لا بد من توجيه رسائل واضحة للبعثة: الرسالة الأولى: أن إحياء الذكرى في الخارج يجب أن يتم من خلال تنظيم ندوات باللغات الحية موجهة للرأي العام الدنماركي.

ثانيا علينا أن نتجاوز سياسة البهرجة واللباس الصحراوي ورفع العلم المغربي والشعارات بين أبناء الوطن الواحد وتسويقها للإعلام الوطني ،في الوقت الذي كان عليهم تسويق مدى إمكانياتنا في اختراق الأحزاب والمنظمات الدنماركية.

إن ترديد النشيد الوطني والظهور بالزي الصحراوي لا يقدم ولا يؤخر في شيئ فخصومنا استطاعوا النفوذ في كل المنظمات التي وصل تأثيرها الأمم المتحدة ،وأصبحت مصدرا للحقيقة فيما يخص طبيعة الصراع في الصحراء سواءا لعامة الناس أو الأحزاب السياسية.

سيسجل التاريخ على البعثة بطاقهما أنها أساءت تدبير ملف الصحراء عندما كانت سببا في تأجيجه داخل النسيج الجمعوي بعد تحيزها السافر لعناصر فاقدة الشرعية داخل الجالية المغرب وهذه حقيقة، وللتاريخ نسجل مرة أخرى استمرار الأخطاء القاتلة للدبلوماسية المغربية التي تقود تدبير ملف الصحراء لعواقب سيئة في ضل تشبتها واستمرارها في إضفاء الشرعية على عناصر أساءت لواقع الهجرة المغربية بالدنمارك .ولم تكن ٬مطلقا في صف الجالية بل كانت دائما ضدها.والفئة التي ذكرت أساءت كذلك للمسلمين بصفة عامة، ولم تعد تتحمل أية مسؤولية في أي مؤسسة سواءا دينية أوجمعوية.

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى