غياب الديمقراطية في تدبير المؤسسات الدينية الإسلامية في أروبا

السفير 24 – الدنمارك: حيمري البشير
كل الملاحظات السلبية التي سجلتها في المغرب وفي طريقي إلى الدنمارك والمرتبطة بالخصوص بسلوك الجالية المغربية، ناتجة عن غياب الثقافة الإسلامية. رغم أن المغرب بدل مجهودا كبيرا، في بناء عدة مساجد بالخصوص في فرنسا وبلجيكا، وخلق المجلس الأروبي للعلماء. ومع ذلك هناك خلل كبير في تدبير العديد من المؤسسات الدينية.
هذا الخلل مرده لغياب الديمقراطية في العديد من المؤسسات، وتشبث أشخاص لا يمتلكون من الثقافة الإسلامية ولا السياسية وغير ملمين بالقوانين والتحولات التي تجري في المجتمع، بالكرسي حتى الموت. فهم يتحملون مسؤولية عدم فهم الجالية للإسلام، وقيمه السمحة، وبسببهم فشل تدبير الشأن الديني وتغلل الفكر الوهابي وسط الشباب، لأنهم ربطوا علاقات مع شرق أوسطيين يدعمونهم بالمال ويستدعونهم لحضور ندواتهم، حتى يبقى ولاءهم لَّهُم لا لغيرهم وهذا واقع لمسته.
وأعتقد آن الأوان في ضل كل ماوقع في السنتين الأخيرتين إعادة النظر في تدبير هذه المؤسسات بدون استثناء ،وآن الأوان لكي ترحل العديد من الوجوه التي لا تمتلك الخطاب الديني الذي من خلاله يمكن تصحيح صورة الإسلام في الغرب. آن الأوان لكي يرحل المتشبثون بالكراسي والذين لا يؤمنون بالديمقراطية ،ولا يعترفون بالأخطاء التي ارتكبوها طوال مدة تدبيرهم، وبسبب هذه الأخطاء فشلوا في الرسالة الدينية التي تحملوها وتركوا فراغا ملأته التيارات المتطرفة بعيدا عن الإسلام الوسطي الذي يؤمن به المغاربة.
أنا أعلم مسبقا أن كلامي لن تقبله الجهات التي تسعى للتمسك بالكرسي ولا يهمني موقفها السلبي جدا وهم الذين يسجلون٬ ملاحظات بعيدة عن الموضوعية كلما، كتبت عن واقع الشأن الديني في أروبا .ومادفعني للكتابة اليوم ،هو النقاش الموضوعي والغير الموضوعي الذي أبدته جهات حول ماوقع في مطار وجدة أنجاد من بلطجة واعتداء على ممتلكات الغير، وخرق للقانون وسلوكات مرفوضة للبعض المحسوب على الجالية والتي أساءت لصورة المغرب البلد الذي يعتمد في سياسته على القطاع السياحي.