
السفير 24
أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، أن مراسم تنصيبه ستُقام داخل مبنى “الكابيتول” للمرة الأولى منذ أربعين عامًا، بسبب موجة البرد القطبية الشديدة التي تضرب العاصمة واشنطن. ووفقًا لتوقعات مصلحة الأرصاد الجوية، ستصل درجة الحرارة إلى 12 درجة تحت الصفر صباح الاثنين، وستبقى عند 6 درجات تحت الصفر وقت أداء القسم، مع رياح جليدية تزيد من برودة الأجواء.
وصرح ترامب، عبر شبكته للتواصل الاجتماعي “تروث سوشال”، قائلاً: “رياح قطبية تعصف بالبلاد. قررت إلقاء خطاب القسم في القاعة المستديرة داخل الكابيتول، كما فعل رونالد ريغان عام 1985 بسبب الظروف الجوية القاسية”.
هذا القرار يُعد تغييرًا نادرًا في المراسم البروتوكولية، إذ لن يؤدي ترامب القسم على السلم الخارجي لمبنى الكابيتول المطل على الساحة الوطنية “ناشونال مال”، حيث كان يُتوقع حضور مئات الآلاف من المواطنين لمتابعة الحدث.
وأشار ترامب إلى قلقه من “الظروف الخطرة” التي قد يواجهها عشرات الآلاف من عناصر الأمن والمواطنين الذين سيبقون في الخارج لساعات. ورغم التغيير، أعلن ترامب أن قاعة “كابيتال وان أرينا”، التي تتسع لعشرين ألف شخص، ستفتح أبوابها للجماهير الراغبة في متابعة المراسم بشكل مباشر.
ويمثل حضور الجماهير في “ناشونال مال” رمزًا سياسيًا مهمًا لأي رئيس أمريكي جديد. ولا تزال مراسم تنصيب ترامب الأولى عام 2017 محط جدل بسبب تضارب الأرقام حول أعداد الحضور، والتي تراوحت بين 1.5 مليون وعشرات الآلاف حسب المصادر المختلفة.
بدأت الاستعدادات بعد ظهر الجمعة، حيث تم نصب المنصة الخاصة أسفل القاعة المستديرة داخل الكابيتول. وتُتخذ إجراءات أمنية مشددة على طول الطريق الذي سيمر به موكب الرئيس من الكابيتول إلى البيت الأبيض عبر جادة بنسلفانيا. وقد تم نصب حواجز معدنية بارتفاع 2.4 متر في محيط المنطقة، مع نشر نحو 25 ألف عنصر من الشرطة والقوات العسكرية لتأمين الحدث.
رغم التحديات المناخية، أعرب العديد من مؤيدي ترامب عن حماسهم لحضور المراسم. وقال أحد داعميه، أثيو ميديل، القادم من كاليفورنيا: “الطقس قاسٍ، لكنني أتوقع أن يحمل الحدث زخمًا احتفاليًا كبيرًا، مهما كانت الظروف الجوية”.
تاريخيًا، شهدت الولايات المتحدة أجواءً مشابهة خلال مراسم تنصيب رؤسائها. ففي عام 1985، أُجبرت مراسم تنصيب رونالد ريغان الثانية على الانتقال إلى داخل الكابيتول بسبب البرد القارس. وفي 1961، جرت مراسم تنصيب جون إف. كينيدي تحت حرارة 5 درجات تحت الصفر وثلوج بلغت سماكتها 20 سم. أما الرئيس وليام هنري هاريسون، فقد أدى القسم عام 1841 في ظروف شتوية قاسية دون معطف أو قبعة، ما تسبب في إصابته بالتهاب رئوي أودى بحياته بعد شهر.
الطقس المتوقع يوم 20 يناير 2025 قد يكون من بين الأكثر برودة في تاريخ البلاد، مما يجعل مراسم التنصيب الحالية استثنائية بكل المقاييس.