الدرس التاريخي وروح السلف الجامعي .. في ندوة المؤرخ زنيبر بالرباط ..
الدرس التاريخي وروح السلف الجامعي .. في ندوة المؤرخ زنيبر بالرباط ..
السفير 24 – عبد السلام انويكًة
رفيع في غايته وبعده الرمزي، كل التفات وإنصات لذاكرة المؤسسات الوطنية ولِما هو جمعي عموما من ذاكرة هنا وهناك حول هذا وذاك، من قبيل ذاكرة الجامعة المغربية من خلال اعلامها وتجاربها وطيفها العلمي في كل تجلياته وتعبيراته وخطوط تحريره وبصماته، التي منها درس بعض اعلام هذه الجامعة التاريخي. ذلك هو كان على موعد معه “مدرج الشريف الإدريسي” بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط الأربعاء 27 نونبر 2024، بحضور معبر للأستاذ عز الدين الميداوي وزير التعليم العالي، مثمن لمثل هذه المواعيد التي تكرس قيم وثقافة وجميل الاعتراف، لمن كان بعطاء علمي وأثر بحثي في تاريخ وذاكرة هذه الجامعة، من قبيل الأستاذ محمد زنيبر الذي يعد أحد مؤسسي الدرس التاريخي بالمغرب، إلى جانب عبد الله العروي ومحمد القبلي وجرمان عياش وإبراهيم بوطالب ومحمد كسوس ومحمد عابد الجبري ومحمد سبيلا وطه عبد الرحمن، وغيرهم ممن جاء في كلمة محمد الدرويش رئيس مؤسسة فكر للتنمية والثقافة والعلوم. مضيفا: “محمد زنيبر متعدد المواهب والتخصصات، من بين مؤسسي الدرس التاريخي في الجامعة المغربية منذ أواخر ستينيات القرن الماضي، ما بوأه مكانة خاصة لدى أهل التاريخ؛ فكان واحدا من الجمعية المغربية للبحث التاريخي”.
مداخلات عدة أثثت ندوة الأستاذ محمد زنيبر، تناول فيها باحثون واعلاميون ما طبع وميز الراحل وما جمعهم به من ذاكرة جامعية وبحث ودرس تاريخي فضلا عن عمل تنظيمي بحثي، من قبيل ما ذكرته الأستاذة لطيفة الكندوز رئيسة الجمعية المغربية للبحث التاريخي، والأستاذ عبد الحميد جماهري مدير جريدة الاتحاد الاشتراكي، والأستاذ محمد الغاشي رئيس جامعة محمد الخامس، والاستاذة ليلى منير عميدة كلية الآداب والعلوم الانسانية بجامعة محمد الخامس، فضلا عن آخرين من الباحثين في حقل تاريخ المغرب تحديدا منه تاريخ المغرب الوسيط، من قبيل مداخلة قيمة قدّمها الأستاذ محمد العمراني في هذه الندوة الوطنية الموسومة ب : “محمد زنيبر: المؤرخ والأديب والسياسي”. تلك التي بقدر ما اثارته من عناية بقدر ما سلطت الضوء على ما هو فكري طبع اهتمامات الراحل ومعه جدل قضايا تاريخ المغرب الوسيط.
ولعل محمد العمراني الباحث في تاريخ المغرب الوسيط عن المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين/ مكناس وعضو الجمعية المغربية للبحث التاريخي، هو خريج مدرسة محمد زنيبر بخط تحرير يعد امتدادا لإرثه التاريخي المعرفي والمنهجي. وعليه، فقراءته لشخصية محمد زنيبر في علاقة بالذاكرة التاريخية المغربية، وما قدمه معه باقي المتدخلين من قراءات عن عدد من المؤسسات، في موعد فكري رصين يحسب لـ “مؤسسة فكر للتنمية والثقافة والعلوم”، يدخل ضمن ما ينبغي دعمه وتثمينه وحضنه من قبل الجميع كل من موقعه، تعميقا لكل تواصل بناء رافع لفكر وثقافة وإغناء وبحث علمي، ولكل ما من شأنه أيضا تحقيق تلاقح أجيال الجامعة المغربية وحفظ زخم ذاكرتها الرمزية وحسن استثماره من اجل ما ينبغي من تطلعات استشرافية يحضرها سلف وخلف.