السفير 24 – أبو يوسف سيف الدين
لازالت وزارة التربية الوطنية والرياضة تتخبط في محاولات فاشلة لتدارك الزمن المدرسي الذي تم اهداره بسبب تصلب المواقف والرؤى بينها وبين التنسيقيات المعنية، وفي هذا السياق فقد أطلقت هذه الأخيرة برنامجا سمي بالدعم الاستثنائي للتلاميذ خلال هذه العطلة البينية وهو في الحقيقة إنه الهدم الاستثنائي للتلاميذ وإذا كانت الوزارة تظن أنه سيؤتي بعض النتائج الإيجابية فهي مخطئة لأن العطار لا يصلح ما أفسده الزمن.
وما يؤكد صحة هذا القول أن تجربة أولية لهذا البرنامج كانت كفيلة بتعرية هذه الوزارة فقد جاءت النتائج بخلاف التوقعات ودليلنا على هذا الكلام المقاطع الصوتية والصور المسربة عبر تطبيق الواتساب لدروس هذا البرنامج في بداياته الأولى ، حيث لاحظنا سبورات تضج وتعج بالأخطاء، واستمعنا لمقاطع صوتية تحث على التقاط صور جانبية للأساتذة دون إظهار السبورات حتى يتم تفادي ظهور الأخطاء بغرض الظفر بما سماه ببريكول جديد من الدولة في هذا الإطار ، وهذا دليل إضافي على حجم التآمر على التلاميذ وعلى فشل البرنامج ، الذي سيتم تحويله مستقبلا إلى صفقات تجارية وسيحدد من سيستفيد منها مستقبلا من الجهات المقربة من دائرة صنع القرار.
وعلى هذا الأساس، فإننا نطالب وزير التربية الوطنية والرياضة بالكشف عن ملابسات هذه الفديوهات والمقاطع الصوتية المسربة وتوضيح الخطة البديلة لدى الوزارة لحلحلة المشكلة المجتمعية الكبرى في انتظار حلها بشكل نهائي كما ننصحه بأن يعي جيدا أن برنامج الدعم الاستثنائي لن يؤدي إلى أية نتيجة تذكر وذلك للأسباب التالية:
أنه طبقا للمثل المغربي القائل أن ” الشطايري يتغدى مرتين في السوق ” فإن هذا البرنامج مآله الفشل لامحالة، فكم سيكلف هذا البريكول خزينة الدولة ؟ لتجد نفسها في النهاية قد أنفقت أموالا طائلة دون نتائج تذكر.
أن البرنامج المذكور قد أطلق خارج الزمن الدراسي الذي هو زمن اكتساب التعلمات والمعارف .
عدم وجود ضمانات لدى الوزارة المعنية بحضور جميع التلاميذ هذه الدروس .
عدم وجود ضمانات لدى الوزارة بانخراط مسؤولي المديريات الاقليمية والمؤسسات التعليمية في هذا البرنامج .
وكما قلناها سابقا فها نحن نعيدها اليوم إننا لازلنا ندق ناقوس الخطر حول ظاهرة هدر الزمن المدرسي ومستقبل أبنائنا غير أننا لازلنا لم نلمس أي إرادة حقيقية لحل هذا المشكلة المجتمعية الكبرى ، وليعلم القاصي والداني أن مشكلة التعليم ستكون المسمار الأخير الذي سيدق في نعش هذه الحكومة وهذه المنظومة التربوية التي لازالت لم توضع على سكتها الصحيحة من فجر الاستقلال .
فرجاءا أوقفوا هذا البريكول وهذا العبث.