أقلام حرة

نحن أقلية مسلمة في مجتمعات أروبية ذات أكثرية مسيحية

le patrice

السفير 24 | الدنمارك: حيمري البشير

أختلف مع رأي المنظمين لملتقى الإمارات يومي 8و9 ماي المقبل المنظم تحت شعار تجمع المجتمعات المسلمة في المجتمعات في العالم .لسنا إلا أقلية مسلمة أصبحت تعيش وضعا صعبا في مختلف الدول الأروبية بسبب تنامي العنصرية والإسلموفوبيا والكل يعرف أسباب الحقد الدفين ،الذي ازداد في كل المجتمعات الأروبية، والشعارات التي أصبح يرفعها اليمين المتطرف.

لقد تبنوا أفكارا ،تدعوا لرحيلنا كأقليات مسلمة ،لأننا غرباء عن هذه البلاد ،وأننا استحودنا عن مناصب وفرص شغلهم .وأننا سببا في غياب سبل الرفاهية .وأننا سببا في هدم القيم ونشر ثقافة غريبة في المجتمعات الأروبية.

نحن لسنا مجتمعا لأننا لا نمتلك مقومات المجتمع وليس لدينا مؤسسات بل لا وجود لنا حتى في مؤسسات البلدان الديمقراطية التي نعيش بين أحضانها .رغم السنين لم نستطع الإندماج والتشبع بقيم الديمقراطية .وغير قادرين أن نكون جزءا من المشهد السياسي. غير قادرين على اتخاذ القرار باستقلالية لأننا دائما نرجع لدول شرق أوسطية تتحكم في مصيرنا بالمال. غير قادرين على اتخاذ القرار، والمبادرة، لأننا تفرقنا، واحتد الصراع بيننا.

الذين قالوا بأننا مجتمعات إسلامية داخل مجتمعات أروبية إما أخطؤوا في اختيار المصطلح ،أو أنهم يريدون فرض واقع جديد وتسويق مفهوم جديد غير منطقي وغير واقعي. إننا لسنا إلا أقلية مسلمة داخل مجتمعات ذات أغلبية مسيحية. وبصريح العبارة فنحن مسلمون ينحذرون من مجتمعات متعددة ،ثقافتها مختلفة. ولغاتها وتقاليدها متعددة ومستحيل أن نقول أن هناك إسلام موحد في أروبا.

نحن أقلية مسلمة متعددة الأجناس واللغات والثقافات ولسنا مجتمع داخل مجتمع .أصبحنا نشكل إسلاما أروبيا يختلف عن الإسلام الذي تتبناه غالبية الدول الإسلامية .الإختلاف مفروض علينا لأننا ملزمين باحترام القوانين السائدة في الدول الأروبية لأننا أقلية غير قادرة على إحداث التغيير عن طريق المشاركة السياسية وصناديق الإقتراع.

لنكن واقعيين فنحن في الدول الإسكندنافية .ننحدر من مجتمعات متعددة ،وعجزنا عن إحداث تغيير في المجتمعات التي نعيش فيها، وبالتالي الذين يعتبروننا مجتمعات إسلامية داخل المجتمعات الأروبية يضللون الرأي ،ويؤججون أكثر الصراع الموجود أصلا في المجتمعات التي نعيش فيها ،وبسب هذا النوع من الخطاب فإن التيار العنصري سيزداد قوة.

كان عليهم أن يكونوا أكثر جرأة ويجمعوا في هذا الملتقى المسلم والمسيحي في إطار حوار الحضارات ليعملوا على تذويب الخلاف والحد من الصراعات التي تعرفها المؤسسات الدينية في مختلف الدول الأروبية، والدور السلبي الذي تلعبه الأجهزة التي أخفقت في تدبير الشأن الديني.
يتبع………

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى