أقلام حرة

أراضي الجموع كعكة بطعم المرارة ويمكن أن تكون الشرارة

isjc

معاد اهليل

“لا حول ولا قوة إلا بالله” هي العبارة التي مافتئ المغاربة يرددونها أمام استفحال ظاهرة تطاول ذوي النفوذ على الملك العمومي، والترامي على أراضي الجموع، واحتلال الأراضي السلالية، وذلك للتخفيف من ألم ومرارة الاستضعاف. ومحطتنا الأولى بجماعة آيير وبالضبط جماعة زاوية سيدي الراضي بإقليم أسفي. حيث يشتكي السكان استحواذ ممثلهم الجماعي الذي وثقوا به وأسندوا إليه مسؤولية مستشارهم الجماعي، ليكون الناطق باسمهم والراعي لمصالحهم. لكنه سرعان ما تحول إلى مؤرقهم ومصدر إزعاجهم، وذلك بعد أن لاحظوا أن الرجل مافتئ بين الفينة والأخرى يحول ملكية أراضي الجموع بمنتهى السلاسة إلى ملكيته شخصية. وذلك بتفويتها بشكل من الأشكال إلى أرض خاصة به بعد أن كانت من أراضي الجموع المشتركة وذات المنفعة العامة.

  ومن الأشياء التي قضَّت مضاجع السكان، أنهم صاروا يقبعون في مقابر جماعية محدودة رفقة أبنائهم، حيث صاروا يتقاسمون غرف (خيماتهم) مع أبنائهم المتزوجين أو الراغبين في الزواج؛ لأن الأراضي المحيطة بقريتهم تم تفويتها وتسجيلها وتحفيظها. وبذلك فهم مخيرون إما بقبول الأوكار والمدافن الجماعية، أو الهجرة من البادية نحو المجهول، لأنها في ملكية شخص آخر حظي بالقدر الكافي من النفوذ والتسلط ليجعلها في ملكيته الشخصية.

والغريب في الأمر أن ذلك يتم على مرأى ومسمع السلطة المحلية التي تكتفي بدور المتفرج، وهو الأمر الذي يجعل الساكنة تكتفي بالحَوْقَلة(أي قول لاحول ولاقوة إلا بالله)؛ لأن ما عجزت عنه السلطة يستحيل أن يحققه من هو أضعف منها.

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى