أقلام حرة

معاناة مغاربة ولقاء طورينو الحاسم

isjc

 السفير 24 | كوبنهاكن: البشير _حيمري

عندما قلت مرارا وتكرارا بأنه ليس هناك استراتيجية للحكومة المغربية في تدبير ملف الهجرة، وأن مغاربة العالم عبر حقبة زمنية ليست بالقصيرة وهم يخوضوا معارك من أجل إشراكهم في تدبير هذا الملف لاعتبارات عديدة منها أنهم صوتوا على دستور 2011 والذي تضمن فصولا واضحة مرتبطة بحوالي ستة ملايين يعيشون في مختلف بقاع العالم، فهذا مطلب لازال معلق منذ ست سنوات.

ومعركة تنزيل وتفعيل الفصول المتعلقة بالمشاركة السياسية لازالت مستمرة من خلال استمرار الندوات داخل المغرب وخارجه وفي إيطاليا سيجتمع يوم الثالث من مارس بمدينة طورينو لمناقشة إكراهات التنزيل.

هل سينجح المجتمعون في مدينة طورينو وبإمكانيتهم الذاتية لإرغام الحكومة المغربية على تفعيل التوصيات والقرارات التي سوف يخرجون بها لاسيما وأنهم لن يقبلوا من الآن فصاعدا بتعدد المؤسسات المهتمة بالهجرة وبهدر المال العام لمجلس انتهت صلاحيته ,ولاستمرارمعاناة العديد من مغاربة العالم مع القضاء المغربي ومع العديد من الإدارات المغربية.

إن العديد من مغاربة العالم يعتبرون تعدد مؤسسات الهجرة جعلهم تائهين لا يعرفون لمن يحملون مسؤولية ضياع حقوقهم في المغرب وفي دول الإقامة.

لقد أصبحوا يعانون من الكراهية والإسلاموفوبيا بسبب تورط العديد من الشباب في الإرهاب والتطرف، والميز العنصري في سوق العمل، وتلكأت دول في تفعيل اتفاقيات موقعة، وفرضت دول مراجعة اتفاقيات بشروطها المجحفة .وارتكبت الدولة المغربية أخطاءا في تدبير ملف الهجرة بصفة عامة بسبب غياب الإستراتيجية.

وماوقع مع الحكومة الهولندية هو نموذج لاستهتار الحكومة المغربية بحقوق مغاربة في هذا البلد لا سيما وإنما أقليات أخرى حافظت على حقوقها كاملة عندما قلت بأن تعدد مؤسسات الهجرة لا يخدم مصالح مغاربة العالم لأنها كلها تتنافس في ملفات واحدة الشأن الديني الذي يعرف صراعا طاحنا والهوية الثقافية التي يشتد النقاش فيها بين الداعين لدعم الثقافة الأمازيغية وردالإعتبار لها وبين الداعين لدعم اللغة العربية عنوان الهوية الوطنية. وأصبح مجلس الجالية يلعب دورا سلبيا بالإمكانيات التي يمنحها دون جهة أخرى في تأجيج الصراع في عدة دول أروبية ومن بينها إيطاليا، وبسبب الأحداث التي وقعت في فرنسا وبسب الصراع القائم داخل عدة مساجد يسيرها مغاربة قررت الحكومة الفرنسية سحب ثقتها في كل المِسسات المغربية التي كانت تتحمل مسؤولية تدبير الشأن الديني واتخذت قرارا بمنع أي تمويل مغربي لهذه المؤسسات وأكثر من ذلك قررت تكوين الأئمة والتحكم في تدبير الشأن الديني في فرنسا ولعل من الأسباب التي دفعت الحكومة الفرنسية لاتخاذ هذا القرار ارتفاع ظاهرة التطرف في صفوف الشباب افرنسي من أصول مغاربية بصفة عامة.

المغاربة لم يعودوا يثقون في الإستثمار في المغرب وإحداث الجهة الثالثة عشر ليست الضامن الذي يحمي ممتلكاتهم في غياب إشراك مغاربة العالم قي تدبير الملفات الكبرى والمشاكل الكبيرة التي يعانون منها في المحاكم المغربية بسبب قضاء فاسد لم يرقى لتطلعات كل المغاربة. 

إن متابعة لما ينشر على مستوى الصفحات الاجتماعية لمعاناة العديد من المغاربة في كل بقاع العالم يفرض على الحكومة المغربية التفكير بجدية في استراتيجية في مجال الهجرة ونظرتنا كفعاليات للمستقبل هي نظرة متشائمة لقناعات استقيناها من خلال حوارات أجريناها مع الجيل الثالث والرابع والذي هو في طريق أن يفقد هويته الوطنية وفي طريق أن يحدث قطيعة مع الوطن حيث ستتلاشى التحويلات التي تأتي في المرتبة الثانية بعد مداخيل القطاع السياحي.

إن الشباب المزداد في الهجرة لم يعد يعنيه القضية الوطنية ولا حتى قضاء عطلته في المغرب هذه حقيقة يجب أن تعلمها الحكومة المغربية وعندما نتكلم بهذه الصراحة فعلى المسؤولين أن يستوعبوا هذا الخطاب، وإذا أردتم أن تضمنوا ثقة الأجيال المزدادة في دول الإقامة فعليكم أن تردوا الإعتبار للجيل الأول، عليكم أن تنزلوا فصول الدستور ,عليكم أن تضعوا ثقتكم في هؤلاء الشباب ليتحملوا تدبير الشأن القنصلي والدبلوماسي، عليكم أن تقضوا على الفساد في القضاء ,عليكم أن تضربوا بيد من حديد على كل ب,ر الفساد التي ازداد في المغرب وذهب ضحيتها مغاربة العالم وبالخصوص في مجال العقار ,عليكم أن تستمعوا لشكاوي مغاربة العالم من خلال كل القنوات المتاحة.

عليكم أن تشركوا مغاربة العالم في حل كل المشاكل الموجودة ومن دون هذه المشاركة فمآل كل المبادرات وفي غياب تشاركية واستراتيجية واضحة مآلها الفشل.

راجعوا تدبير الشأن الديني لأن مغاربة العالم تورطوا في كل العمليات الإرهابية وأصبحت صورة محط الإعلام العالمي.

عليكم إعادة هيكلة مجلس الجالية والمجلس الأروبي للعلماء.

عليكم أن توقفوا عملية النصب والإحتيال التي يتعرض لها المزيد من مغاربة العالم وفي بعض الأحيان وبتواطئ بين جهات عدة. 

إن المخرج الأساسي لاسترجاع الثقة لكل الأجيال التي تعيش في الهجرة هو تنزيل الدستور والأخذ بكل المقترحات التي قدمتها في هذه الورقة في ملتقى يجمع بين فعاليات من مختلف الأقطار همها الأساسي هو مواصلة البناء الديمقراطي لبلادنا والمساهمة في المسار التنموي.

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى