فن وثقافةفي الواجهة

“التبوريدة ” بعيون المرأة المغربية

"التبوريدة " بعيون المرأة المغربية

isjc

السفير 24 – حنان جنان

الفانتازيا هي إعادة إحياء لهجمات عسكرية شنها الفرسان العرب والأمازيغ على أعدائهم، وتبرز قوة الفارس وشجاعته .

عرف المغرب اول استعراضات التبوريدة في القرن الخامس عشر في عهد الدولة المرينية ولكن حينها تستخدم الأقواس والنبال عوضا عن البنادق المحشوة بالبارود، أما في القرن السادس عشر كانت تشبه الإستعراضات العسكريه والهدف منها بث روح الحماس لحت القبائل على المقاومة ومواجهة الاستعمار .

تنظم التبوريدة في أجواء مغمورة بالحماس و بالأغاني الشعبيه، كالعيطه والمنوعات الغنائية القديمة، والغياطة ، كل ذلك يعطي انعكاس لوحة فنية أصيلية .

وقد إرتبط اسم العنصر الذكري بهذه الأخيرة كما تأخر دخول المرأه المغربية لسبب وجيه ،وهو سيادة الثقافة الذكورية في مجتمعنا الراهن الذي يرى ان مهمة المرأة تنحصر فقط في الأعمال المنزلية .وإنجاب وتربية الأطفال، فلا شأن لها بالفرس والفروسية، ومن الخزي تواجدها في حلبة العرض وسط الرجال..

كما أنه التكاليف المادية التي تتطلبها العناية بالفرس والتداريب الصارمة المستمرة لإستعداد للمهرجانات تعد عرقلة أخرى أمام المرأة وتنحصر في صورة الفرحة وعشق الخيول والزغاريد المصحوبه بولع هده الاخيرة.

استهوى هذا الفن التراثي الأصيل بعد الوجوه النسائيه المغربية، ولم يبقى حكرا على الرجال فقط بحيث ان المرأة الفارسة رسمت صورة فنية مشرفه في سماء عالم التبوريدة ، فبعد ما عُرفت المرأة كضحية على مر السنوات ظهرت في هذه القصة في دور محارب اخذ زمام المبادرة لتغيير واقع وصورة نمطية ..  

وفي وصف موجز فيما يخص طقوس التبوريدة قبل دخول حلبة الاستعراض بمعنى المحرك يجب ان تكون الفارسات على وضوء ويصطفنا لقراءة الفاتحة والصلاة بخشوع كما يتبادلن التحية مع رئيسة الفرقة ، المقدمة ويتسامحن مع بعضهم البعض وذلك مستمد من روح الجهاد و الإستشهاد .

ويكون ترتيب الفارسات في الصف حول المقدمة او الرايسة التي تتوسطهم وهذا يخضع لمعايير الأقدمية وكفاءة الفارسات كما أنه تتألق الفارسات بلباسهم التقليدي الأنيق الموحد مع امتطاء خيول عربيه اصيلة ليست من السهل التحكم فيها والانطلاقة الموحدة مع إمكانية التحكم في البندقيه والبارود ..

ويبدأ العرض بالهدة أو التسليمة الهدف منها إلقاء التحية على الجمهور وبعدها تأتي القرصة وهي محور العرض فكل ذلك يجعل التشويق والجاذبية لإبهار المتفرجين اكثر بالعنصر النسوي ، يكتمل التألق والنخوة بإجتماع جمال الأنثى وبهاء الفرس و زينته .

لقد تمكنت الفروسية التقليدية من تحرير المرأة المغربية من قيودها وعرفها حيث اثبت ذاتها وكسبت الثقة بنفسها وأظهرت للعالم الأروبي عامة و العربي خاصة ، انه لا ينقصها شيء من الشجاعه والجأة والمغامرة.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى