في الواجهةمجتمع

فضيحة.. السوق الأسبوعي حد السوالم أو عندما يتآمر المسؤولون على صحة المستهلكين

فضيحة.. السوق الأسبوعي حد السوالم أو عندما يتآمر المسؤولون على صحة المستهلكين

isjc

السفير 24 – محمد فلاح/ تصوير لكحل

هي الفوضى في أبهى وأجلى وأظهر صورها، تتبدى جلية في فضاء للعفن يطلق عليه تجاوزا وصف (السوق الأسبوعي)…

في هذا الفضاء الذي تروج به تجارة تقدر قيمتها بملايين السنتيمات كل يوم أحد، ويترك في خزينة جماعة حد السوالم عشرات الملايين كل سنة، تتجسد المقولة التي يطلقها بعض العدميين من رافضي الانتخابات ومعارضي العملية الديمقراطية، والتي ترى أن “لا فائدة من مجالس جماعية، يركب منتخبوها على سيارات تستهلك وقودا من المال العام، ويجلسون على كراسي وتيرة لا يغادرونها، ويكونوا مستعدين للتضحية من أجلها بالغالي والنفيس، طمعا في التمسك بها والاستمرار في الركوب عليها…”، هنا في حد السوالم تصدق المقولة التي تؤكد أن “المجالس الجماعية ما لَايْقَةَ لوالو…”.

فوحدها أحوال المواطنين والمرافق التي يترددون عليها، تظل عرضة لمختلف أنواع الإهمال والفوضى والعبث، وتنبعث منها مختلف الروائح النتنة، بعد أن صارت مرتعا للديدان وتراكم الأزبال ومخلفات تجارة، تترك كل أسبوع وراءها أكواما، تزداد تراكما لتزداد معها محنة السكان، وتزداد الأموال تكدسا في الجيوب..

هي ذي الحالة التي تنطبق على السوق الأسبوعي (حد السوالم)، الخاضع “ظلما وعدوانا” لجماعة اسمها السوالم، لأنه لم يسلم من عبث المسيرين الذين جعلوه “بقرة حلوبا” تدر الملايين دون أدنى اهتمام أو مراقبة وتتبع.

في السوق الأسبوعي (حد السوالم) ضمن النفوذ الترابي لعمالة إقليم برشيد، الذي تتجاوز قيمة كرائه سنويا (400 مليون سنتيم، حسب ما صرح به أحد المهنيين) تغيب مصلحة حفظ الصحة، لتحل معها مشاهد حتما تؤدي إلى “قلة الصحة”.

كما تغيب السلطة المحلية من باشا السوالم “الدكتور” الذي يغادر مكتبه، ويكتفي باستقبال ضيوفه في المكتب الوثير، مخافة أن تلحق ثيابه أوساخ أو تغمر حذاءه الأتربة، أو تتضرر نوابض سيارته بحفر الطرقات غير المعبدة، أو أن تصيب عينيه حساسية الروائح الكريهة، التي يبقى المواطنون وحدهم يكابدونها، لأن “تواطؤا معلوما بين السلطة المحلية و”مجلس الأعيان” المسير لجماعة حد السوالم، قرر أن تبقى الأحوال على وضعها، و”ما على المتضرر إلا أن يرفع أكف الضراعة إلى المولى ليشتت شمل المتواطئين”…!!

في مدينة حد السوالم التي تدل كل مظاهر الحياة على أنها (قرية يرفض مسؤولوها أن تعيش تنمية حقيقية تواكب الهرولة العمرانية التي تسابق الزمن من أجل التهام ما تبقى من الأراضي الزراعية) يوجد السوق الأسبوعي الذي يضطر قاصدوه لاقتناء اللحوم المعروضة للبيع وسط أكوام الأزبال، في انتظار نقله إلى السوق الجديد الذي رفض مسؤولو السلامة الصحية “مذبحته” لأنها لا تستجيب للمعايير..

هنا يقبل عينة من المواطنين على اقتناء اللحوم، ولكن قبل أن تكون هذه اللحوم معدة للبيع، تعالوا نلقي نظرة على “الكُرْنَة” التي يتم اقتياد المواشي إليها من أجل الذبح.

فبمجرد الاقتراب من هذه البناية المتهالكة التي تسمى ظلما وعدوانا السلخانة أو “الكرنة”، تنبع روائح كريهة توحي بأن المكان تغيب عنه النظافة، وتعمه الفوضى..
فلا تجهيزات لائقة تمكن من ذبح المئات من المواشي، أبقارا وأغناما، في ظروف لائقة، ولا مجاري تستطيع استيعاب كميات المياه التي تحول لونها إلى الأحمر القاني، جراء اختلاطها بالدماء، لتكون النتيجة تبعا لذلك تصريف مياه الدم إلى رحبة بيع الأبقار والأغنام مخلفة بركا حمراء، بعد أن حملتها وديان يعبرها المواطنون من المتسوقين، والتجار، في غدوهم ورواحهم، ولسان حالهم يردد: “الله ياخذ الحق في اللي كان سباب”..!!

ولعل هذه مجرد “دعاء” واحد لمتضررين من هذا الوضع، ممن اضطرتهم الظروف إلى انتظار الموعد الأسبوعي للتسوق، بحثا عن ذبائح جديدة وأثمنة منخفضة.. لكن أحلامهم تصطدم بواقع لا يرتفع، حيث الفوضى والأزبال، وكأن المكان مطرح للتخلص من النفايان، وليس مكانا لإعداد مواد غذائية يقبل عليها المواطنون طمعا في الجديد..

وحسب ما عاينته جريدة “السفير 24” الإلكترونية خلال جولة لها بالسوق الأسبوعي حد السوالم، فإن مشاهد الأزبال والمياه الملوثة المنتشرة في “رحبة” المواشي، تبعث على الغثيان، في وقت يتلفع فيه رئيس المجلس الجماعي، الذي يظهر أنه تخلص من دهشة وخوف البدايات، التي تزامنت مع متابعته قضائيا وصدور حكم بالحبس في حقه، (يتلفع) بغطاء التبرير، محاولا رمي الكرة في ساحة مكتري مرافق السوق.

وحسب ما استقته الجريدة من معطيات، فإن دفتر التحملات المزعوم والذي يمتد على طول ثلاث سنوات، لا يتضمن ترميم تجهيزات “الكرنة”، ذلك أن سبب غمر مياه الذبح لرحبة المواشي يعود بالأساس إلى ضعف مجاري الصرف بمكان الذبح، وكذا غياب النظافة وتراكم المخلفات والأزبال.

وفيما تظل الجماعة والمكترون يتقاذفون المسؤولية، حيث يسعى كل طرف للتخلص منها، يطالب مستشارو المعارضة ممثلة في حزب الأصالة والمعاصرة (المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية 0NSSA)، بالتدخل العاجل والبحث في وضعية وطريقة إعداد الذبائح بالسوق الأسبوعي حد السوالم.

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى