في أي إطار تدخل زيارة وفد صحفي من غير التطبيع
السفير 24 | حيمري البشير _الدنمارك
الصحفي هو لسان السلطة الرابعة ،في المجتمع ،وهو الذي يغطي الحدث، ويعبر عن الموقف في أية نازلة تهم المجتمع وكل طبقات المجتمع السياسية والنقابية ،وإذا أحسن التعبير عن قضية تثير اهتمام الناس وتدغدغ عواطفه وأشجانهم ،فسيكون محط اهتمام الجميع، الصورة التي تلقيتها اليوم لوفد يقال عنه صحفي في زيارة لدولة الاحتلال والإذلال، لأرض المرابطين الشجعان فلسطين ،أعتبره تطبيع بامتياز تستغله إسرائيل لتسجيل نقاط في شق المقاومة العربية لكل مايجري على أرض فلسطين ،الذين سافروا وجلسوا مع القتلة، خرجوا عن صف الأمة، ولن يستطيعوا مهما اجتهدوا في التعبير على إقناعنا بمبادرتهم الدنيئة لا عتبارات عدة منها أن إسرائيل تستمر في انتهاك القوانين الدولية ،من قتل الأبرياء صغارا وكبارا، وتستمر في اعتقال حتى الأطفال ومحاكمتهم، ومحاصرة الشعب وإذلاله في المعابر.
إسرائيل تستمر في الإستيطان والاستلاء على المزيد من الأراضي ،إسرائيل تشدد حصارها على غزة بتنسيق تام مع الجيش المصري برا وبحرا وجوًا ،ما الداعي لزيارتها في ضَل كل ما ذكرت.
ماذا سيحمل لنا الصحفيون الخمسة من هذه الرحلة المشؤومة التي أساءت للجسم الصحفي المغربي بل للإنسان المغربي بصفة عامة ،ستبرر المجموعة التي سافرت إلى إسرائيل بإعداد تقرير عن أوضاع الشعب الفلسطيني ،لكن ذلك لن يكون إلا بتنسيق مع السفارة الفلسطينية في المغرب والسلطة الفلسطينية في رام الله.
الاحتلال الإسرائيلي دائما يستغل مثل هذه الزيارات لتسويقها في الإعلام الدولي والعربي ،نقول ،الذين خرجوا عن الإجماع المغربي شعبيا وسياسيا وبادروا لزيارة إسرائيل وعقدوا جلسات مع قوات الإحتلال ،أنكم تباركون ما تقوم به إسرائيل في حق الشعب الفلسطيني، وتعزفون موقف الرئيس الأمريكي ترامب الذي قرر نقل السفارة الأمريكية للقدس الشريف أولى القبلتين.
وإذا كانت نواياكم حسنة فسارعوا لزيارة المدن المحتلة وعقد جلسات مع السلطة الفلسطينية ،سارعوا لزيارة القدس الشريف وغزة المحاصرة وأعلنوا موقفكم بشجاعة مما ترتكبه قوات الاحتلال الصهيوني، لن نقبل بموقف متخاذل وبتطبيع لا يخدم النضال الذي نخوضه مع الشعب الفلسطني.
صححوا غلطتكم قبل فوات الأوان.